للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكنت حين وفاته غائبًا بالمغرب، وقدمت القاهرة في شوال من سنة وفاته هذه، فعزَّت عليّ وفاته حين بلغني ذلك يوم دخولي إلى الإسكندرية، فنظمت في رثائه (١) ارتجالًا هذه الأبيات عقيب سفري وتعبي بلا عذر وهي هذه:

مات المناوي الشرف … فات المُنَى (٢) والشرف

نوحوا على فقْدِهِ … وابكوا بدمعٍ ذرِف

فهو الإمام الذي … كلٌّ له اعترف

والبحر حاوي العُلَى (٣) … فالفضْلُ منه اغترف

والدُّرُّ من علمهِ … أهداه لا عن صدف

والشمسُ وقت الضحى … والبدرُ تحت السُدَف

قاضي قضاة الوَرَى … غيث العَطا والطُرَف

والجود ثم السخا … واللُطْف ثم الظرف

رحمة يا خالقي … واتحفْه منك التُحَف

وسُقْ شُربًا له … طول المدى والسلف

بوابلٍ هاطلٍ … يذرف فوق الذرف

برحمةٍ مع رِضًى … وارفعه أعلى الغُرَف

كان رحمه الله تعالى مع دينه وخيره وصلاحه وكثرة عباداته يحبّ منصب القضاء جدًا.

وله من الآثار: الجامع الذي أنشأه بجزيرة أَروَى المعروفة بالوسطى إلى جانب داره التي أنشأها هناك، وتقام به الجمعة، وبه النفع في محلّه.

٣٦٣ - وصيف الرومي (٤) الحنفي.

كان من طلبة العلم، وأسره الفرنج في بعض المراكب، وبقي في أسر العدوّ مدّة سنين، ثم هرب، فخرج بالمغرب بواهران، واجتمعت به هناك فلازمني من شهور، وأخذ علي شيئًا في الطب والفقه، ثم توجّه لبلاد المغرب الداخلة فاس ونواحيها، فاتفق أن بَغَتَه أجله بها.

وكان إنسانًا حسنًا، حشمًا، خيّرًا، ديّنًا، ساكنًا، ليس بخالٍ من الفضيلة.

توفي في حدود هذه السنة، وله نحو الأربعين من السنّ.


(١) في الأصل: "رثاه".
(٢) في الأصل: "المنا".
(٣) في الأصل: "العلا".
(٤) انفرد المؤلّف -رحمه الله- بترجمته.

<<  <  ج: ص:  >  >>