كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب السير - باب مبتدإ الخلق - ج: 18 - ص: 12

١٧٧٧١ - أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ شاذانَ وأَحمَدُ بنُ سلمةَ قالا: حدثنا قُتَيبَةُ بنُ سعيدٍ، حدثنا اللَّيثُ، عن سعيدِ بنِ أبي سعيدٍ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ، أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما مِنَ الأنبياءِ مِن نَبِىٍّ إلَّا وقَد أُعطِىَ مِنَ الآياتِ ما مِثلُه آمَنَ عَلَيه البَشَرُ، وإِنَّما كان الَّذِى أوتيتُ وحيًا أوحاه اللَّهُ إلَىَّ، فأَرجو أن أكونَ أكثَرَهُم تابِعًا يَومَ القيامَةِ" (١). رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن عبدِ اللَّهِ بنِ يوسُفَ وغَيرِه عن اللَّيثِ، ورَواه مسلمٌ عن قُتَيبَةَ (٢).

قال الشَّافِعِىُّ رَحِمَه اللَّهُ: ثُمَّ ذَكَرَ مِن خاصَّتهِ صفوَتَه فقالَ: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} [آل عمران: ٣٣]. وساقَ الشّافِعِىُّ الكَلامَ عَلَيه إلَى أن قال: ثُمَّ اصطَفَى محمدًا - صلى الله عليه وسلم - مِن خَيرِ آلِ إبراهيمَ، وأَنزَلَ كُتُبَه قبلَ إنزالِه الفُرقانَ على محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -[بصِفَةِ فضيلَتِه] (٣) وفَضيلَةِ مَن تَبِعَه فقالَ: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ} الآيَةَ (٤) [الفتح: ٢٩].

---

= ولسان الميزان ٦/ ٢٥٧. وقال الذهبي في المهذب ٧/ ٣٥٠١: أنا أتهمه به، وقد تكلم فيه ابن حبان وغيره.
(١) أخرجه النسائي (٧٩٧٧) عن قتيبة بن سعيد به. وأحمد (٨٤٩١) من طريق الليث به.
(٢) البخاري (٤٩٨١)، ومسلم (١٥٢/ ٢٣٩).
(٣) في م: "بصفته".
(٤) الأم ٤/ ١٥٩.