داودَ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ مَسلَمَةَ، حدثنا عبدُ العَزيزِ يَعنِى ابنَ محمدٍ، عن عمرٍو يَعنِى ابنَ أبى عمرٍو، عن عِكرِمَةَ، أن أُناسًا مِن أهلِ العِراقِ جاءوا فقالوا: يا ابنَ عباسٍ، أتَرَى الغُسلَ يَومَ الجُمُعَةِ واجِبًا؟ قال: لا، ولَكِنَّه أطهَرُ وخَيرٌ لمنِ اغتَسَلَ، ومَن لم يَغتَسِلْ فلَيسَ عليه بواجِبٍ، وسأُخبِرُكُم كَيفَ بَدْأُ الغُسلُ، كان النّاسُ مَجهودينَ يَلبَسونَ الصّوفَ ويَعمَلونَ على ظُهورِهِم، وكانَ مَسجِدُهُم ضَيِّقًا مُقارِبَ السَّقفِ إنَّما هو عَريشٌ، فخَرَجَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - في يَومٍ حارٍّ، وعَرِقَ النّاسُ في ذَلِكَ الصّوفِ حَتَّى ثارَت مِنهُم رياحٌ آذَى بذَلِكَ بَعضُهُم بَعضًا، فلَمَّا وجَدَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تِلكَ الرّيحَ قال: "أيُّها النّاسُ، إذا كان هذا اليَومُ فاغتَسِلوا، وليَمَسَّ أحَدُكُم أفضَلَ ما يَجِدُ مِن دُهنِه وطيبِه". قال ابنُ عباسٍ: ثم جاءَ اللَّهُ بالخَيرِ ولَبِسوا غَيرَ الصّوفِ وكُفُوا العَمَلَ ووُسِّعَ مَسجِدُهُم، وذَهَبَ بَعضُ الذي كان يُؤذِى بَعضُهُم بَعضًا مِنَ العَرَقِ (١).
١٤٢١ - أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو أحمدَ محمدُ بنُ محمدِ بنِ إسحاقَ الصَّفّارُ العَدلُ، حدثنا أحمدُ بنُ نَصرٍ، حدثنا عمرُو بنُ طَلحَةَ القَنّادُ، حدثنا أسباطُ بنُ نَصرٍ، عن السُّدِّيِّ، عن عِكرِمَةَ، عن ابنِ عباسٍ قال: قال رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَن تَوَضّأَ فبِها ونِعمَت ويُجزِئُ مِنَ الفَريضَةِ، ومَنِ اغتَسَلَ فالغُسلُ أفضَلُ". وهَذا الحديث بهَذا اللَّفظِ غَريبٌ مِن هذا الوَجهِ، وإِنَّما يُعرَفُ مِن حَديثِ الحسنِ وغَيرِهِ.
(١) أبو داود (٣٥٣). وأخرجه أحمد (٢٤١٩)، وابن خزيمة (١٧٥٥) من طريق عمرو بن أبي عمرو بنحوه. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (٣٤٠)، وسيأتي في (٥٧٣٠).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute