فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (٨٩) إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} الآيَةَ [النساء: ٨٩، ٩٠]. قال: وقالَ: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ} الآيَة [الممتحنة: ٨] ثُمَّ نَسَخَ هَؤُلاءِ الآياتِ فأَنزَلَ اللهُ {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} إلَى قَولِه: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} [التوبة: ٥]. وأَنزَلَ {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً} [التوبة: ٣٦]. قال: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا} [الأنفال: ٦١] ثُمَّ نَسَخَ ذَلِكَ هذه الآيَةُ {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} (١).
١٧٨٠٣ - أخبرَنا أبو القاسِمِ عبدُ العَزيزِ بنُ محمدٍ العَطَّارُ ببَغدادَ، حدثنا أبو عمرٍو عثمانُ بنُ أحمدَ الدَّقَّاقُ، حدثنا عبدُ المَلِكِ بنُ محمدٍ الرَّقاشِيُّ، حدثنا أبي، حدثنا المُعتَمِرُ بنُ سُلَيمانَ قال: سَمِعتُ أبى يُحَدِّثُ عن الحَضرَمِيِّ، عن أبي السَّوَّارِ، عن جُندُبِ بنِ عبدِ اللهِ قال: بَعَثَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رَهطًا واستَعمَلَ عَلَيهِم عُبَيدَةَ بنَ الحارِثِ. قال: فلَمَّا انطَلَقَ ليَتَوَجَّهَ بَكَى صَبابَةً إلَى رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فبَعَثَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَكانَه رَجُلًا يُقالُ له: عبدُ اللهِ بنُ جَحشٍ. وكَتَبَ لَهُ كِتَابًا، وأَمَرَه أَلَّا يَقرأَه إلَّا بمَكانِ كَذا وكَذا، وقالَ: "لا تُكرِهَنَّ أحَدًا مِن أصحابِكَ على المَسيرِ مَعَكَ". فلَمَّا صارَ ذَلِكَ المَوضِعَ قرأَ الكِتابَ
(١) أخرجه أبو عبيد في ناسخه ص ٢٧٧، ٢٨١، ٢٨٢، وابن أبي حاتم في تفسيره (٥٧٥٦، ٩١٢١)، والنحاس في ناسخه ص ٥٤٠ من طريق عثمان بن عطاء به.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute