كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب السير - باب الرخصة في الإقامة بدار الشرك لمن لا يخاف الفتنة - ج: 18 - ص: 57

يَعقوبَ، حدثنا العباسُ بنُ محمدٍ، حدثنا خالِدُ بنُ مَخلَدٍ، حدثنا يَحيَى بنُ عُمَيرٍ، حدثنا المَقبُرِيُّ، عن أبي هريرةَ قال: قَدِمَ على رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أُناسٌ مِن أهلِ البَدوِ فقالوا: يا رسولَ اللهِ، قَدِمَ عَلَينا أُناسٌ مِن قَراباتِنا، فزَعَموا أنَّه لا يَنفَعُ عَمَلٌ دونَ الهِجرَةِ والجِهادِ. فقالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "حَيثُما كُنتُم فأَحسِنوا عِبادَةَ اللهِ، وأَبشِروا بالجَنَّةِ" (١).

١٧٨٣٤ - أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ القاضِي قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا إبراهيم بنُ مَرزوقٍ، حدثنا رَوحٌ، عن ابنِ جُرَيجٍ، أخبرَنِي عَطاءٌ، أنَّه جاءَ عائشةَ أُمَّ المُؤمِنينَ - رضي الله عنها - مَعَ عُبَيدِ بنِ عُمَيرٍ وكانَت مُجاوِرَةً قال: فقالَ عُبَيدٌ: أيْ هَنْتاه (٢)، أسأَلُكِ عن الهِجرَةِ. قالَت: لا هِجرَةَ بَعدَ الفَتحِ، إنَّما كانَتِ الهِجرَةُ قبلَ الفَتحِ حينَ يُهاجِرُ الرَّجُلُ بدينِه إلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فأَمّا حينَ كان الفَتحُ حَيثُ شاءَ الرَّجُلُ عَبَدَ اللهَ لا يُمنَعُ (٣).

١٧٨٣٥ - أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنِي أبو الحَسَنِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عَبدوسٍ، حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ، حدثنا مَحبوبُ بنُ موسَى، أخبرَنا أبو إسحاقَ، عن الأوزاعِيِّ، عن عَطاءٍ قال: زُرتُ عائشةَ - رضي الله عنها - مَعَ عُبَيدِ

---

(١) أخرجه الدولابي في الكنى والأسماء (١٤١٢) من طريق يحيى بن عمير عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه به.
(٢) أي: يا هذه، أو: يا شيء، كناية عن كل ما يكنى عنه. مشارق الأنوار ٢/ ٢٧١.
(٣) أخرجه عبد الرزاق (١٥٩٥١) عن ابن جريج به.