للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ابنَ الخَصاصيَّةِ يقولُ: أتَيتُ رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لأُبايِعَه على الإسلامِ فاشتَرَطَ علىَّ (١): "تَشهَدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللهُ وأَنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، وتُصَلِّى الخَمسَ، وتَصومُ رَمَضَانَ، وتُؤَدِّى الزَّكاةَ، وتَحُجُّ البَيتَ، وتُجاهِدُ في سَبيلِ اللهِ". قال: قُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، أمّا اثنَتانِ فلا أُطيقُهُما، أمّا الزَّكاةُ فما لِي إلَّا عَشرُ ذَودٍ هُنَّ رِسْلُ (٢) أهلِى وحَمولَتُهُم، وأَمَّا الجِهادُ فيَزعُمونَ أنَّه مَن ولَّى فقَد باءَ بغَضَبٍ مِن اللَّهِ، فأَخافُ إذا حَضَرَنِى قِتالٌ كَرِهتُ المَوتَ وجَشِعَت (٣) نَفسِى. قال: فقَبَضَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدَه، ثُمَّ حَرَّكَها، ثُمَّ قال: "لا صَدَقَةَ ولا جِهادَ، فبِمَ تَدخُلُ الجَنَّةَ؟ ". قال: ثُمَّ قُلت: يا رسولَ اللَّهِ، أُبايِعُكَ. فبايَعَنِى عَلَيهِنَّ كُلِّهِنَّ (٤). لَفظُ حَديثِ أبى عبدِ اللَّهِ.

١٧٨٥٥ - أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ أبي طاهِرٍ الدَّقّاقُ ببَغدادَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ سَلمانَ، حدثنا إبراهيمُ بنُ الهَيثَمِ البَلَدِيُّ، حدثنا آدَمُ بنُ أبي إياسٍ، حدثنا شيبانُ، حدثنا مَنصورٌ، عن الحَكَمِ بنِ عُتَيبَةَ، عن مَيمونِ بنِ أبي شَبيبٍ، عن مُعاذِ بنِ جَبَلٍ قال: قُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، ألا تُحَدِّثُنِى بعَمَلٍ أدخُلُ به الجَنَّةَ؟ قال: "إن شِئتَ أنبأتُكَ برأسِ الأمرِ وعَمودِه وذُروَةِ سَنامِه؛ أمَّا رأسُ الأمرِ فالإِسلامُ، مَن أسلَمَ سلِمَ، وأَمَّا عَمودُه فالصَّلاةُ، وأَمّا ذُروَةُ


(١) بعده في م: "أن".
(٢) الرسل: اللبن. الفائق في غريب الحديث ٢/ ٥٥.
(٣) في ص ٨، م، والمهذب ٧/ ٣٥٢٦: "خشعت". وجشعت: جزعت. ينظر النهاية ١/ ٢٧٤.
(٤) المصنف في الاعتقاد ص ٣٣١، والحاكم ٢/ ٧٩، ٨٠ وقال: صحيح الإسناد. وأخرجه أحمد (٢١٩٠٢) من طريق عبيد الله بن عمرو به. وقال الهيثمي في المجمع ١/ ٤٢: رجال أحمد موثقون.