كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب السير - باب ما جاء في تجهيز الغازي وأجر الجاعل - ج: 18 - ص: 97

عبدُ الله بن جَعفَرِ بنِ دُرُسْتُويَه، حدثنا يَعقوبُ بن سُفيانَ، حدثنا أبو صالِحٍ ومُحَمَّدُ بن رُمحٍ قالا: حدثنا اللَّيثُ بن سَعدٍ، عن حَيوَةَ بنِ شُرَيحٍ الكِندِيِّ التُّجيبِيِّ، عن ابنِ شُفَيٍّ، عن أبيه، عن عبد الله بنِ عمرِو بنِ العاص، أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لِلغازِي أجرُه، ولِلجاعِلِ أجرُه وأَجرُ الغازِي". وأنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "قَفلَةٌ (١) كَغَزوَةٍ" (٢).

١٧٩٠٤ - أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِيُّ، أخبرَنا أبو بكرِ بن داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ الدِّمَشقِيُّ أبو النَّضر، حدثنا محمدُ بن شُعَيبٍ، أخبرَني أبو زُرعَةَ يَحيَى بن أبي عمرٍو السَّيبانيُّ، عن عمرِو بنِ عبد الله، أنَّه حَدَّثَه عن واثِلَةَ بنِ الأسقَعِ قال: نادَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في غَزوَةِ تَبوكَ، فخَرَجتُ إلَى أهلِي، وأَقبَلتُ وقَد خَرَجَ أولُ صحابَةِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فطَفِقتُ في المَدينَةِ أُنادِي: ألا مَن يَحمِلُ رَجُلًا له سَهمُه؟ فنادَى شَيخٌ مِنَ الأنصارِ قال: لَنا سَهمُه على أن نَحمِلَه عُقْبَةً (٣) وطَعامُه معنا؟ قُلتُ: نَعَم. قال: فسِرْ على بَرَكَةِ الله. فخَرَجتُ مَعَ خَيرِ صاحِبٍ حتَّى أفاءَ اللهُ عَلَينا، فأَصابَنِي قَلائصُ (٤) فسُقتُهُنَّ حَتَّى أتَيتُه، فخَرَجَ فقَعَدَ على حَقيبَةٍ (٥) مِن حَقائبِ إبِلِه، ثُمَّ

---

(١) القفلة: المرة من القُفُول، وهو الرجوع. ينظر النهاية ٤/ ٩٢.
(٢) المصنف في الصغرى (٣٥٣١، ٣٥٣٢)، ويعقوب بن سفيان ٢/ ٥١٣. وأخرجه أحمد (٦٦٢٤، ٦٦٢٥)، وأبو داود (٢٤٨٧، ٢٥٢٦) من طريق الليث به. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (٢١٧٣، ٢٢٠٣).
(٣) في م: "عقبته". وعقبة: أي: يتداولون ركوبه هذا مرة وهذا مرة. ينظر مشارق الأنوار ٢/ ٩٩.
(٤) القلائص: جمع قلوص، وهو الفتى من الإبل. لسان العرب ٧/ ٧٩ (ق ل ص).
(٥) الحقيبة: ما يشدّ في مؤخرة الرحل، يرفع فيها الرجل متاعه وما يحتاج إليه. مشارق الأنوار ١/ ٢٠٩.