للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يُحمَدُوا بِمَا لَم يَفعَلوا فلا تَحسَبَنَّهُم بمَفازَةٍ مِنَ العَذابِ) (١) [آل عمران: ١٨٨].

رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن سعيدِ ابنِ أبي مَريَمَ، ورَواه مسلمٌ عن الحُلوانِيُّ وابنِ عَسكَرٍ عن ابنِ أبي مَريَمَ (٢).

قال الشَّافِعِي رَحِمَه اللهُ: فأَظهَرَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ لِرسولِه - صلى الله عليه وسلم - أسرارَهُم وخَبَرَ السَمّاعينَ لَهُم، وابتَغاءَهُم (٣) أن يَفتِنوا مَن مَعَه بالكَذِبِ والإرجافِ والتَّخذيلِ لَهُم، فأَخبَرَ أنَّه كَرِهَ انبِعاثَهُم إذ كانوا على هذه النّيَّة، فكانَ فيها ما دَلَّ على أن اللهَ جلَّ ثناؤُه أمَرَ أن يُمنَعَ مَن عُرِفَ بما عُرِفوا به مِن أن يَغزوا مَعَ المُسلِمينَ؛ لأنَّه (٤) ضَرَرٌ عَلَيهِم، ثُمَّ زادَ في تأكيدِ بَيانِ ذَلِكَ بقَولِه: {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ} قرأَ إلَى قَولِه: {فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ} (٥) [التوبة: ٨١ - ٨٣].

١٧٩٣٠ - حدثنا أبو الحَسَنِ العَلَوِيُّ، حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بن أحمدَ بنِ دِلويَه الدَّقّاقُ، حدثنا أحمدُ بن الأزهَرِ بنِ مَنيعٍ، حدثنا عبدُ الرَّزّاق، أخبرَنا مَعمَرٌ، عن الزُّهرِيِّ، عن سعيدِ بنِ المُسَيَّب، عن أبي هريرةَ قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ اللهَ لَيُؤَيِّدُ الدينَ بالرَّجُلِ الفاجِرِ" (٦). أخرَجاه في "الصحيح"


(١) المصنف في البعث والنشور (٥٠). وأخرجه ابن حبان (٤٧٣٢)، والطحاوي في شرح المشكل (١٨٢٨) من طريق ابن أبي مريم به.
(٢) البخاري (٤٥٦٧)، ومسلم (٢٧٧٧/ ٧).
(٣) في م: "اتباعهم".
(٤) بعده في م: "لا".
(٥) الأم ٤/ ١٦٦.
(٦) عبد الرزاق (٩٥٧٣)، ومن طريقه أحمد (٨٠٩٠)، وابن حبان (٤٥١٩). وتقدم في (١٦٩١٨).