كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب السير - باب ما جاء في الاستعانة بالمشركين - ج: 18 - ص: 127

سعيدِ (١) بنِ المُنذِر، عن أبي حُمَيدٍ السّاعِدِيِّ قال: خَرَجَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى إذا خَلَّفَ ثَنيَّةَ الوَداعِ إذا كَتيبَةٌ قال: "مَن هَؤُلاءِ؟ ". قالوا: بَنِي قَينُقاعَ، وهو رَهطُ عبد الله بنِ سَلَامٍ. قالَ: "وأَسلَموا؟ ". قالوا: لا، بل هُم على دينهم. قال: "قُلْ لهم فليَرجِعوا؛ فإِنّا لا نَستَعينُ بالمُشرِكينَ" (٢). هذا الإسنادُ أصَحُّ.

١٧٩٣٦ - وأخبرَنا أبو عبد الله الحافظُ، حدثنا مُكرَمُ بن أحمدَ القاضِي، حدثنا عبدُ اللهِ بن رَوحٍ المَدائنيُّ، حدثنا يَزيدُ بن هارونَ، أخبرَنا المُستَلِمُ بن سعيدٍ الثُّقَفِيُّ، عن خُبَيبِ بنِ عبد الرَّحمَن، عن أبيه، عن جَدِّه قال: خَرَجَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في بَعضِ غَزَواتِه، فأَتَيتُه أنا ورَجُلٌ قبلَ أن نُسلِمَ فقُلنا: إنا نَستَحْيى أن يَشهَدَ قَومُنا مَشهَدًا فلا نَشهَدُه. قال: "أسلمتما؟ ". قُلنا: لا. قال: "فإنا لا نَستَعينُ بالمُشرِكينَ على المُشرِكينَ". فأَسلَمنا وشهِدنا مَعَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقَتَلتُ رَجُلًا وضَرَبَنِي الرَّجُلُ ضَربَةً، فتَزَوَّجتُ ابنَتَه، فكانَت تَقولُ: لا عَدِمتَ رَجُلًا وشَّحَكَ هذا الوِشاحَ (٣). فقُلتُ: لا عَدِمتِ رَجُلًا عَجَّلَ أباكِ إلَى النارِ (٤). جَده خُبَيبُ بن يَسافٍ، ويُقالُ: إسافٍ. له صحبَةٌ.

---

(١) كذا في النسخ، وفي المصادر: "سَعْد" بسكون العين، وهو الصواب، ينظر التاريخ الكبير ٤/ ٦٤، والثقات ٦/ ٣٧٨، وتهذيب الكمال ١٠/ ٣٠٦.
(٢) الحاكم ٢/ ١٢٢. وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (٢٥٨٠)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢٠٦٨)، وابن المنذر في الأوسط ١١/ ١٧٦، والطبراني في الأوسط (٥١٤٢) من طريق الفضل بن موسى به بنحوه. وحسنه الألباني في الصحيحة (١١٠١).
(٣) أي: ضربك هذه الضربة في موضع الوشاح. النهاية ٥/ ١٨٨.
(٤) الحاكم ٢/ ١٢١، ١٢٢، وقال: صحيح الإسناد. وأخرجه أحمد (١٥٧٦٣)، وابن أبي شيبة (٣٣٧٠٦)، والبخاري في التاريخ الكبير ٣/ ٢٠٩، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢٧٦٣)، =