للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

محمدِ بنِ أسماءَ، حَدَّثَنَا مَهدِيُّ بن مَيمونٍ، حَدَّثَنَا سعيدٌ الجُرَيرِيُّ، عن أبي نَضرَةَ، عن أبي فِراسٍ قال: شَهِدتُ عُمَرَ بنَ الخطابِ وهو يَخطُبُ النّاسَ فقالَ: يا أيُّها النّاسُ، إنَّه قَد أتَى عليّ زَمانٌ وأَنا أرَى أن مَن قرأَ القُرآنَ يُريدُ به اللَّهَ وما عِندَه، فيُخَيَّلُ إلَيَّ بأَخَرَةٍ أن قَومًا قَرءوه يُريدونَ به النّاسَ، ويُريدونَ به الدُّنيا، إلا فأَريدوا اللَّهَ بقِراءَتِكُم، إلا فأَريدوا اللَّهَ بأَعمالِكُم، ألا إنَّما كُنّا نَعرِفُكُم إذ يَتَنَزَّلُ الوَحيّ، وإِذِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَينَ أظهُرِنا، وإِذ نَبّأَنا اللَّهُ مِن أخبارِكُم، فقَدِ انقَطَعَ الوَحيّ، وذَهَبَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فإِنَّما نَعرِفُكُم بما أقولُ لَكُم، إلا مَن رأَينا مِنه خَيرًا ظَنَنّا به خَيرًا وأَحبَبناه عَلَيه، ومَن رأينا مِنه شَرًّا ظَنَنّا به شَرًّا وأَبغَضناه عَلَيه، سَرائرُكُم بَينَكُم وبَينَ رَبِّكُم، ألا إنَّما أبعَثُ عُمّالِي ليُعَلِّموكُم دينَكُم وليُعَلِّموكُم سُنَنَكم (١)، ولا أبعَثُهُم ليَضرِبوا ظُهورَكُم ولا ليأخُذوا أموالَكُم، ألا فمَن رابَه شَئٌ مِن ذَلِكَ فليَرفَعْه إلَيَّ، فوالَّذِي نَفسُ عُمَرَ بيَدِه لأُقِصَّنَّ مِنه. فقامَ عمرُو بن العاصِ فقالَ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، إن بَعَثتَ عامِلًا مِن عُمّالِكَ، فأَدَّبَ رَجُلًا مِن أهلِ رَعيَّتِه فضرَبَه، إنَّكَ لَمُقِصُّه مِنه؟ قالَ: نَعَم والَّذِي نَفسُ عُمَرَ بيَدِه لأُقِصَّنَّ مِنه، وقَد رأيتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُقِصُّ مِن نَفسِه، ألا لا تَضرِبوا المُسلِمينَ فتُذِلُّوهُم، ولا تَمنَعوهُم حُقوقَهُم فتُكفِروهُم، ولا تُجَمِّروهُم فتَفتِنوهُم، ولا تُنزِلوهُمُ الغياضَ فتُضَيِّعوهُم (٢).

١٧٩٦٥ - أخبرَنا أبو زَكَريّا بنُ أبي إسحاقَ المُزَكِّي، حَدَّثَنَا أبو العباسِ


(١) في م: "سنتكم".
(٢) أخرجه أحمد (٢٨٦)، وأبو داود (٤٥٣٧) مختصرًا، والنسائي (٤٧٩١) من طريق الجريرى به.
وتقدم في (١٦١١٠، ١٧٩٠٦). وقال الذهبي ٧/ ٣٥٥٨: أبو فراس النهدى لا يعرف.