للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المُشرِكينَ، لَئنِ أشهَدَنِي اللهُ قِتالًا لَيَرَيَنَّ اللهُ ما أصنَعُ. فلَمّا كان يَومُ أُحُدٍ انكَشَفَ المُسلِمونَ فقالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أبرأُ إلَيكَ مِمَّا جاءَ به هَؤُلاءِ - يَعنِي المُشرِكينَ - وأَعتَذَرُ إلَيكَ مِمَّا صنَعَ هَؤُلاءِ - يَعنِي المُسلِمينَ - ثُمَّ مَشَى بسَيفِه، فلَقِيَه سَعدُ بن مُعاذٍ فقالَ: أي سَعدُ، والَّذِي نَفسِي بيَدِه إنِّي لأجِدُ ريحَ الجَنَّةِ دونَ أُحُدٍ، واهًا لِريحِ الجَنَةِ. قال سَعدٌ: فما استَطَعتُ يا رسولَ اللَّهِ ما صَنَعَ. فوَجَدناه بَينَ القَتلَى وبِه بضعٌ وثَمانونَ جِراحَةً؛ مِن ضَربَةٍ بسَيفٍ، وطَعنَةٍ برُمحٍ، ورَميَةٍ بسَهمٍ، وقَد مَثَّلوا به حَتَّى عَرَفَته أُختُه ببَنانِهِ. قال أنَسٌ: كُنَّا نَقولُ: أُنزِلَت هذه الآيَةُ {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: ٢٣] فيه وفي أصحابِهِ (١). كَذا في كِتابِي، والصَّوابُ: أنَسَ بنَ النَّضرِ. أخرَجَه البخاريُّ في "الصحيح" مِن أوجُهٍ عن حُمَيدٍ، وأَخرَجَه مسلمٌ مِن حَديثِ ثابِتٍ عن أنَسٍ (٢).

١٧٩٧٦ - أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَنِي أبو الحَسَنِ محمدُ بن محمدِ بنِ الخطابِ بنِ عُمَرَ الأنصارِيُّ ببَغدادَ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بن عليِّ بنِ شَبيبٍ المَعمَرِيُّ إملاءً، حَدَّثَنَا هُدبَةُ بن خالِدٍ، حَدَّثَنَا حَمّادُ بن سلمةَ، عن عليِّ بنِ زَيدٍ وثابِتٍ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ، أن رسولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُفرِدَ يَومَ أُحُدٍ في سَبعَةٍ مِنَ الأنصارِ ورَجُلَينِ مِن قُرَيشٍ، فلَمّا رَهَقوه قال: "مَن يَرُدُّهُم عَنّا ولَه الجَنَّةُ؟ أو: هو رَفيقِي في الجَنَّةِ؟ ". فتَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنَ الأنصارِ فقاتَل حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ


(١) أخرجه أحمد (١٣٠٨٥)، والترمذي (٣٢٠١)، والنسائي في الكبرى (١١٤٠٣) من طريق حميد به.
(٢) البخاري (٢٨٠٥، ٤٠٤٨)، ومسلم (١٩٠٣/ ١٤٨).