للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حَدَّثَنَا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حَدَّثَنَا أحمدُ بن الفَضلِ الصَّائغُ، حَدَّثَنَا آدَمُ بن أبي إياسٍ، حَدَّثَنَا شَيبانُ، عن مَنصورِ بنِ المُعتَمِر، عن أبي صالِحٍ مَولَى أُمِّ هانِئ، عن ابنِ عباسٍ في قَولِه: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} الآيَةَ. قال: يقولُ: لا يَقولَنَّ أحَدُكُم: لا أجِدُ شَيئًا. إن لَم يَجِدْ إلَّا مِشقَصًا (١) فليَجَّهَّزْ (٢) به في سَبيلِ اللهِ {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (٣).

١٧٩٨٣ - أخبرَنا أبو عبد اللَّهِ الحافظُ وأبو سعيدِ بن أبي عمرٍو قالا: حَدَّثَنَا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حَدَّثَنَا إبراهيمُ بن مَرزوقٍ، حَدَّثَنَا أبو عبد الرَّحمَنِ المُقرِئُ، عن حَيوَةَ بنِ شُرَيحٍ، أخبرَنا يَزيدُ بن أبي حَبيبٍ، حَدَّثَنِي أسلَمُ أبو عِمرانَ قال: كُنَّا بالقُسطُنطينَةِ (٤) وعَلَى أهلِ مِصرَ عُقبَةُ بن عامِرٍ، وعَلَى أهلِ الشّامِ رَجُلٌ - يُريدُ فضالَةَ بنَ عُبَيدٍ - فخَرَجَ مِنَ المَدينَةِ صَفٌّ عَظيمٌ مِنَ الرُّوم، فصَفَفنا لَهُم، فحَمَلَ رَجُلٌ مِنَ المُسلِمينَ على الرُّومِ حَتَّى دَخَلَ فيهِم ثُمَّ خَرَجَ عَلَينا، فصاحَ النّاسُ إلَيه فقالوا: سُبحانَ الله، ألقَى بيَدِه إلَى التَّهلُكَةِ. فقامَ أبو أيّوبَ الأنصارِيُّ صاحِبُ رسولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقالَ: يا أيُّها النّاسُ، إنَّكُم لَتَأَوَّلونَ هذه الآيَةَ على هذا التَّأويل، إنَّما أُنزِلَت هذه الآيَةُ فينا


(١) المِشْقص: نصل السهم الطويل غير العريض. مشارق الأنوار ٢/ ٢٥٧.
(٢) كتب فرقها في الأص: "كذا". ولم يضبطها.
(٣) أخرجه الطحاوي في شرح المشكل ١٢/ ١٠٥ من طريق شيبان به. وابن أبي شيبة (١٩٦٩٩)، وابن جرير في تفسيره ٣/ ٣١٣، وابن أبي حاتم في تفسيره (١٧٤٢) من طريق منصور به.
(٤) كذا ضبطت في الأصل، وكتب فرقها: "كذا". وفي حاشيتها: "القسطنطينية" وهي مدينة تنسب إلى قسطنطين الأكبر أحد ملوك رومية وهي دار ملك الروم، وتشتهر بشدة تحصينها وكثرة أبوابها. فتحها المسلمون على يد محمد الفاتح رحمه الله وتسمى الآن استانبول. وينظر معجم البلدان ٤/ ٣٤٧.