للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ} [البقرة: ٢١٧]. ولَيسَ مِمّا خالَفَ فيه الأوزاعِىُّ بسَبيلٍ (١).

قال الشيخ: قَد ذَكَرنا قِصَّةَ ابنِ جَحشٍ مِن رِوايَةِ جُندُبِ بنِ عبدِ اللهِ (٢).

١٨٠٤٦ - وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ القاضِى قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ، حَدَّثَنِى يَزيدُ بنُ رُومانَ، عن عُروةَ بنِ الزُّبَيرِ قال: بَعَثَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عبدَ اللهِ بنَ جَحشٍ إلَى نَخلَةَ، فقالَ له: "كُنْ بها حَتَّى تأتيَنا بخَبَرٍ من أخبارِ قُرَيشٍ". ولَم يأمُرْه بقِتالٍ، وذَلِكَ فى الشَّهرِ الحَرامِ، وكَتَبَ له كِتابًا قبلَ أن يُعلِمَه أينَ يَسيرُ؛ فقالَ: "اخرُج أنتَ وأَصحابُكَ، حَتَّى إذا سِرتَ يَومَينِ فافتَحْ كِتابَكَ وانظُرْ فيه، فما أمَرتُكَ به فامضِ له، ولا تَستَكرِهَنَّ أحَدًا مِن أصحابِكَ على الذَّهابِ مَعَكَ". فلَمّا سارَ يَومَينِ فتَحَ الكِتابَ فإِذا فيه: "أن امضِ حَتَّى تَنزِلَ نَخلَةَ فتأتيَنا مِن أخبارِ قُرَيشٍ بما يَصلُ إلَيكَ مِنهُم". فقالَ لأصحابِه حينَ قرأَ الكِتابَ: سَمعٌ وطاعَةٌ، مَن كان مِنكُم له رَغبَةٌ فى الشَّهادَةِ فليَنطَلِقْ مَعِى؛ فإِنِّى ماضٍ لأمرِ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، ومَن كَرِهَ ذَلِكَ مِنكُم فليَرجِعْ؛ فإِنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَد نَهانى أن أستَكرِهَ مِنكُم أحَدًا. فمَضَى مَعَه القَومُ، حَتَّى إذا كان ببَحرانَ أضَلَّ سَعدُ بنُ أبى وقّاصٍ وعُتبَةُ بنُ غَزوانَ بَعيرًا لَهُما كانا يَعتَقِبانِه، فتَخَلَّفا عَلَيه يَطلُبانِه، ومَضَى القَومُ حَتَّى نَزَلوا نَخلَةَ، فمَرَّ


(١) الأم ٧/ ٣٣٥.
(٢) تقدم فى (١٧٨٠٣).