للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فقالَ: "ما لَكَ يا ثُمامَ؟ ". فقالَ: خَيرًا يا محمدُ، إن تَقتُلْ تَقتُلْ ذا دَمٍ، وإِن تَعفُ تَعفُ عن شاكِرٍ، وإِن تَسأَلْ مالًا تُعطَه. فقالَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أطلِقوه، فقَد عَفَوتُ عَنكَ يا ثُمامَ". فخَرَجَ ثُمامَةُ حَتَّى أتَى حائطًا مِن حيطانِ المَدينَةِ، فاغتَسَلَ فيه وتَطَهَّرَ وطَهَّرَ ثيابَه، ثُمَّ جاءَ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وهو جالِسٌ فى المَسجِدِ فى أصحابِه فقالَ: يا محمدُ، واللهِ لَقَد كُنتَ وما وجهٌ أبغَضَ إلَىَّ مِن وجهِكَ، ولا دينٌ أبغَضَ إلَىَّ مِن دينِكَ، ولا بَلَدٌ أبغَضَ إلَىَّ مِن بَلَدِكَ، ثُمَّ لَقَد أصبَحتَ وما وجهٌ أحَبَّ إلَىَّ مِن وجهِكَ، ولا دينٌ أحَبَّ إلَىَّ مِن دينِكَ، ولا بَلَدٌ أحَبَّ إلَىَّ مِن بَلَدِكَ، وإِنِّى أشهَدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللهُ وأَنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، يا رسولَ اللهِ إنِّى كُنتُ قَد خَرَجتُ مُعتَمِرًا وأَنا على دينِ قَومِى فيَسِّرْنى (١) صَلَّى اللهُ عَلَيكَ فى عُمرَتى. فيَسَّرَه (٢) وعَلَّمَه، فخَرَجَ مُعتَمِرًا، فلَمّا قَدِمَ مَكَّةَ وسَمِعَته قُرَيشٌ يَتَكَلَّمُ بأَمرِ محمدٍ مِنَ الإسلامِ قالوا: صبأَ ثُمامَةُ. فأَغضَبوه فقالَ: إنِّى واللهِ ما صَبَوتُ، ولَكِنِّى أسلَمتُ وصَدَّقتُ محمدًا وآمَنتُ به، وايمُ الَّذِى نَفسُ ثُمامَةَ بيَدِه لا تأتيكُم حَبَّةٌ مِنَ اليَمامَةِ -وكانَت ريفَ مَكَّةَ- ما بَقِيتُ حَتَّى يأذَنَ فيها محمدٌ -صلى الله عليه وسلم-. وانصرَفَ إلَى بَلَدِه ومَنَعَ الحَملَ إلَى مَكَّةَ حَتَّى جُهِدَت قُرَيشٌ، فكَتَبوا إلَى رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَسأَلونَه بأَرحامِهِم أن يَكتُبَ إلَى ثُمامَةَ يُخَلِّى إلَيهِم حَملَ الطَّعامِ، ففَعَلَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- (٣).


(١) فى س، م: "فبشرنى".
(٢) فى س، م: "فبشره".
(٣) المصنف فى الدلائل ٤/ ٨٠، ٨٩. وأخرجه ابن الأثير فى أسد الغابة ١/ ٢٩٤، ٢٩٥ من طريق أحمد بن عبد الجبار به.