كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب السير - باب النهى عن قصد النساء والولدان بالقتل - ج: 18 - ص: 259

سَريعٍ قال: أتَيتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فغَزَوتُ مَعَه، فأَصَبنا ظَفَرًا، فقَتَلَ النّاسُ يَومَئذٍ حَتَّى قَتَلوا الذُّرّيَّةَ، فبَلَغَ ذَلِكَ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فقالَ: "ما بالُ أقوامٍ جاوَزَ بهِمُ القَتلُ حَتَّى قَتَلوا الذُّرّيَّةَ؟ ". فقالَ رَجُلٌ: يا رسولَ اللهِ، إنَّما هُم (١) أبناءُ المُشرِكينَ. قال: "ألا إنَّ خيارَكُم أبناءُ المُشرِكينَ". ثُمَّ قال: "لا تَقتُلوا الذُّرّيَّةَ". قالَها ثَلاثًا، وقالَ: "كُلُّ نَسَمَةٍ تولَدُ على الفِطرَةِ حَتَّى يُعرِبَ عَنها لِسانُها، فأَبَواها يُهَوِّدانِها ويُنَصِّرانِها" (٢).

قال أبو جَعفَرٍ أحمدُ بنُ عُبَيدٍ: مَعنَى قَولِه: "كُلُّ نَسَمَةٍ تولَدُ على الفِطرَةِ". يَعنِي الفِطرَةَ التى فطَرَهُم عَلَيها حينَ أخرَجَهُم مِن صُلبِ آدَمَ فأَقَرّوا بتَوحيدِهِ.

وكَذَلِكَ رَواه هُشَيمٌ عن يونُسَ بنِ عُبَيدٍ، وذَكَرَ فيه سَماعَ الحَسَنِ مِنَ الأسوَدِ بنِ سَريعٍ:

١٨١٤٥ - أخبرَناه أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ المُؤَمَّلِ، حدثنا الفَضلُ بنُ محمدٍ الشَّعرانِيُّ، حدثنا عمرُو بنُ عَونٍ، حدثنا هُشَيمٌ، أخبرَنا يونُسُ بنُ عُبَيدٍ، عن الحَسَنِ قال: حدثنا الأسوَدُ بنُ سَريعٍ قال: كُنّا في غَزوَةٍ لَنا. فذَكَرَ الحديثَ (٣).

---

(١) في م: "هي".
(٢) المصنف في القضاء والقدر (٥٩٨). وأخرجه أحمد (١٥٥٨٩)، والطبراني (٨٢٩) من طريق يونس ابن عبيد به. وابن حبان (١٣٢) من طريق الحسن به. وسيأتي في (١٨٣٨٠). وقال الهيثمي في المجمع ٥/ ٣١٦: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
(٣) أخرجه النسائي في الكبرى (٨٦١٦) من طريق هشيم به.