كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب السير - باب الرخصة في عقر دابة من يقاتله في حال القتال - ج: 18 - ص: 292

ابنُ شَعوبَ، فحَمَلَ على حَنظلَةَ بالرُّمحِ فأَنفَذَه وهَرَبَ أبو سُفيانَ (١).

١٨١٩٣ - وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو الفَضلِ ابنُ إبراهيمَ، حدثنا أحمدُ بنُ سلمةَ، حدثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ، أخبرَنا أبو عامِرٍ العَقَدِىُّ، حدثنا عِكرِمَةُ بنُ عَمّارٍ اليَمامِىُّ، عن إياسِ بنِ سلمةَ، عن أبيه. فذَكَرَ الحديثَ في الحُدَيبيَةِ ورُجوعِهِم إلَى المَدينَةِ، قال: فبَعَثَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ظَهرًا مَعَ رَباح غُلامِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -. قال: وخَرَجتُ مَعَه بفَرَسِ طَلحَةَ أُنَدّيه (٢) مَعَ الظَّهرِ، فلَمّا أصبَحنا إذا عبدُ الرَّحمَنِ بنُ عُيَينَةَ قَد أغارَ على ظَهرِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فاستاقَه أجمَعَ وقَتَلَ راعيَه، فقُلتُ: يا رَباحُ، خُذْ هذا الفَرَسَ فأَبلِغْه طَلحَةَ بنَ عُبَيدِ اللهِ، وأَخبِرْ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أنَّ المُشرِكينَ قَد أغاروا على سَرحِه. قال: ثُمَّ قُمتُ على ثَنيَّةٍ فاستَقبَلتُ المَدينَةَ فنادَيتُ ثَلاثَةَ أصواتٍ: يا صَباحاه. قال: ثُمَّ خَرَجتُ في آثارِ القَومِ أرميهِم بالنَّبلِ وأَرتَجِزُ:

أنا ابنُ الأكوَعِ ... واليَومُ يَومُ الرُّضَّعِ (٣)

---

(١) مغازى الواقدى ١/ ٢٧٣.
(٢) في م: "أبديه". وقال القاضى عياض: كذا رواه بالباء بعضهم عن ابن الحذاء، وكذا قاله ابن قتيبة، أي: أخرجه إلى البدو وأبرزه إلى موضع الكلأ، وكل شئ أظهرته فقد أبديته، ورواه سائرهم: "أنديه". بالنون والدال مشددة، وهو أن تورد الماشية الماء فتبقى قليلًا ثم ترد إلى الرعى ساعة ثم ترد إلى الماء. مشارق الأنوار ١/ ٨١، وينظر غريب الحديث لأبى عبيد ٤/ ١٣.
(٣) يوم الرضع: يوم هلاك اللئام، يقال: لئيم راضع: إذا كان يرضع اللبن من أخلاف إبله ولا يحلب لئلا يسمع صوت الحلب فيطلب منه اللبن. وقيل: معناه: اليوم يعرف من أرضعته كريمة فأنجبته أو لئيمة فهجنته، وقيل: معناه: اليوم يظهر من أرضعته الحرب من صغره. مشارق الأنوار ١/ ٢٩٣.