كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب السير - باب ترك قتل من لا قتال فيه من الرهبان والكبير وغيرهما - ج: 18 - ص: 302

حدثنا محمدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِى [ابنُ صَفوانَ وعَطّافُ بنُ خالِدٍ] (١)، عن خالِدِ بنِ زَيدٍ قال: خَرَجَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مُشَيِّعًا لأهلِ مُؤتَةَ حَتَّى بَلَغَ ثَنيَّةَ الوَداعِ، فوَقَفَ ووَقَفوا حَولَه فقالَ: "اغزوا باسمِ اللهِ، فقاتِلوا عَدوَّ اللَّهِ وعَدوَّكُم بالشّامِ، وسَتَجِدونَ فيهِم رِجالًا في الصَّوامِعِ مُعتَزِلينَ مِنَ النّاسِ فلا تَعرِضوا لهم، وسَتَجِدونَ آخَرينَ لِلشَّيطانِ في رُءوسِم مَفاحِصُ فافلِقوها بالسُّيوفِ، ولا تَقتُلوا امرأةً، ولا صَغيرًا ضَرَعًا (٢)، ولا كَبيرًا فانيًا، ولا تَقطَعُنَّ شَجَرَةً، ولا تَعقِرَّنَ نَخلًا، ولا تَهدِموا بَيتًا" (٣). وَهَذا أيضًا مُنقَطِعٌ وضَعيفٌ.

١٨٢٠٨ - وقَد أخبرَنا أبو نَصرٍ عُمَرُ بنُ عبدِ العَزيزِ بنِ عُمَرَ بنِ قَتادَةَ، أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ سَعدٍ الحافظُ، حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ إبراهيمَ العَبدِىُّ، حدثنا يَحيَى بنُ عبدِ اللهِ بنِ بُكَيرٍ أبو زَكَريّا، حَدَّثَنِى المُغيَرَةُ بنُ عبدِ الرَّحمَنِ المَخزومِىُّ، عن أبى الزِّنادِ، حَدَّثَنِى المُرَقِّعُ ابنُ صَيفِىٍّ، عن جَدِّه رِياحِ (٤) بنِ الرَّبيعِ أخِى حَنظَلَةَ الكاتِبِ أنَّه أخبَرَه أنَّه خَرَجَ مَعَ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في غَزوَةٍ غَزاها وخالِدُ بنُ الوَليدِ على مُقَدَّمَتِه، فمَرَّ رِياحٌ (٤) وأَصحابُ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - على امرأةٍ مَقتولَةٍ مما أصابَته المُقَدِّمَةُ، فوَقَفوا

---

(١) كذا في النسخ والمهذب ٧/ ٣٦٢١. وفى مصدرى الخريج: "أبو صفوان". قال ابن عساكر: أبو صفوان هو العطاف بن خالد بن عبد الله المخزومى. ا هـ. وينظر تهذيب الكمال ٢٠/ ١٣٨.
(٢) الضرع: الصغير السن، أو الذى لم يقو على المشى، أو النحيف الضاوى الجسم. ينظر التاج ٢١/ ٤٠٨ (ض ر ع).
(٣) مغازى الواقدى في ٢/ ٧٥٨، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٢/ ٩.
(٤) في س، م: "رباح". وتقدم التعليق عليه في (١٨١٥٩). وينظر ما يأتى بعده.