كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب السير - باب نزول أهل الحصن أو بعضهم على حكم الإمام أو غير الإمام إذا كان المنزول على حكمه مأمونا - ج: 18 - ص: 319

الخُدرِىِّ، أن أهلَ قُرَيظَةَ نَزَلوا على حُكمِ سَعدٍ، فأَرسَلَ إلَيه رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فجاءَ فقالَ: "قوموا إلَى سَيِّدِكُم". أو: "خَيرِكُم". فقَعَدَ عِندَ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: "إنَّ هَؤُلاءِ قَد نَزَلوا على حُكمِكَ". قال: فإِنِّى أحكُمُ أن تُقتَلَ مُقاتِلَتُهُم (١). رَواه البخارىُّ في "الصحيح" عن أبى الوَليدِ، وأَخرَجَه مسلمٌ مِن حَديثِ شُعبَةَ (٢).

١٨٢٣٦ - وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ سلمةَ وعَبدُ اللهِ بنُ محمدٍ قالا: حدثنا محمدُ بنُ رافِعٍ والحُسَينُ بنُ مَنصورٍ قالا: حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ نُمَيرٍ، حدثنا هِشامُ بنُ عُروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ - رضي الله عنها - قالَت: أُصيبَ سَعدٌ يَومَ الخَندَقِ؛ رَماه رَجُلٌ مِن قُرَيشٍ يُقالُ له حِبّانُ بنُ العَرِقَةِ، رَماه في الأكحَلِ، فضَرَبَ عَلَيه رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَيمَةً في المَسجِدِ ليَعودَه مِن قَريبٍ، فلَمّا رَجَعَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الخَندَقِ ووَضَعَ السِّلاحَ واغتَسَلَ، أتاه جِبريلُ عَلَيه السَّلامُ وهو يَنفُضُ رأسَه مِنَ الغُبارِ، فقالَ: قَد وضَعتَ السِّلاحَ؟! واللهِ ما وضَعْناها، اخرُجْ إلَيهِم. قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "فأَينَ؟ ". قال: هاهنا. وأَشارَ إلَى بَنِى قُرَيظَةَ، فخَرَجَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إلَيهِم فنَزَلوا على حُكمِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فرَدَّ الحُكمَ فيهِم إلَى سَعدٍ، قال: فإِنِّى أحكُمُ فيهِم أن تُقتَلَ المُقاتِلَةُ، وتُسبَى الذُّرّيَّةُ، وتُقسَمَ أموالُهُم. قال أبى: فأُخبِرتُ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لَقَد حَكَمتَ فيهِم بحُكمِ اللهِ" (٣). رَواه البخارىُّ في "الصحيح" عن زَكَريّا بنِ يَحيَى، ورَواه مسلمٌ

---

(١) المصنف في الشعب (٨٩٢٥). وأخرجه الطيالسى (٢٣٥٤) من طريق شعبة به. وتقدم في (١٨٠٧٢).
(٢) البخارى (٦٢٦٢)، ومسلم (١٧٦٨/ ٦٤).
(٣) تقدم مختصرًا في (٦٦٦١).