للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مَبعَثِ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بسِنينَ (١)، فكُنّا إذا أُقحِطنا (٢) وقَلَّ عَلَينا المَطَرُ نَقولُ له: يا ابنَ الهَيَِّبانِ، اخرُجْ فاستَسقِ لَنا. فيَقولُ: لا واللَّهِ حَتَّى تُقَدَّموا أمامَ مَخرَجِكُم صَدَقَةً. فنَقولُ: كَم نُقَدِّمُ؟ فيَقولُ: صاعًا مِن تَمرٍ أو مُدَّينِ مِن شَعيرٍ. ثُمَّ يَخرُجُ إلَى ظاهِرَةِ حَرَّتِنا ونَحنُ مَعَه فيَستَسقِى (٣)، فواللَّهِ ما يَقومُ مِن مَجلِسِه حَتَّى تَمُرَّ الشِّعابُ، قَد فعَلَ ذَلِكَ غَيرَ مَرَّةٍ ولا مَرَّتَينِ ولا ثَلاثَةٍ، فحَضرَته الوَفاةُ فاجتَمَعنا إلَيه فقالَ: يا مَعشر يَهودَ، ما تَرَونَه أخرَجَنِى مِن أرضِ الخَمرِ والخَميرِ إلَى أرضِ البُؤسِ والجوعِ؟ فقُلنا: أنتَ أعلمُ. فقالَ: إنَّه إنَّما أخرَجَنِى أتَوَقعُ خُروجَ نَبِىٍّ قَد أظَل زَمانُه، هذه البِلادُ مُهاجَرُه، فأَتَبِعُه، فلا تُسبَقُنَّ إلَيه إذا خَرَجَ يا مَعشَرَ يَهودَ، فإِنَه يَسفِكُ الدِّماءَ ويَسبِى الذَّرارِيَّ والنِّساءَ مِمَّن خالَفَه، فلا يَمنَعْكُم ذَلِكَ مِنه. ثُمَّ ماتَ، فلَمّا كانَت تِلكَ اللَّيلَةُ التى افتُتِحَت فيها قُرَيظَةُ قال أولَئكَ الفِتيَةُ الثَّلاثَةُ، وكانوا شَبابًا (٤) أحداثًا: يا مَعشَرَ يَهودَ، [واللهِ إنه لَلرجلُ الذى] (٥) كان ذَكَرَ لَكُمُ ابنُ الهَيَّبانِ. قالوا: ما هو. قالوا: بَلَى واللَّهِ إنَّه لَهو يا مَعشَرَ يَهودَ (٦)، إنَّه واللَّهِ لَهو


(١) في س، م: "بسنتين".
(٢) في س، م: "قحطنا".
(٣) كتبها في الأصل بالياء والنون بعد الفاء.
(٤) في س، م: "شبانا".
(٥) في النسخ: "للذى". والمثبت من حاشية الأصل، وحاشية ص ٨.
(٦) في م: "اليهود".