للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: ٩٢] ". قال: فخَرَجوا كأنَّما نُشِروا مِنَ القُبورِ، فدَخَلوا في الإِسلامِ. أخبرَناه أبو بكرِ ابنُ المُؤَمَّلِ، أخبرَنا أبو سعيدٍ الرّازِىُّ، حدثنا محمدُ بنُ أيّوبَ، أخبرَنا القاسِمُ بنُ سَلَّامٍ. فذَكَرَه (١). وفيما حَكَى الشّافِعِيُّ عن أبى يوسُفَ في هذه القِصَّةِ أنَّه قال لَهُم حينَ اجتَمَعوا في المَسجِدِ: "ما تَرَونَ أنِّى صانِعٌ بكُم؟ ". قالوا: خَيرًا، أخٌ كَريمٌ وابنُ أخٍ كَريمٍ. قال: "اذهَبوا فأَنتُمُ الطُّلَقاءُ" (٢).

قال الشيخُ: وإِنَّما أطلَقَهُم بالأمانِ الأوَّلِ الَّذِى عَقَدَه على شَرطِ قَبولِهِم، فلَمّا قَبِلوه قال: "أنتُمُ الطُّلَقاءُ". يَعنِى بالأمانِ الأوَّلِ، واللَّهُ أعلَمُ.

١٨٣٢٤ - أخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارِيُّ، أخبرَنا محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا عثمانُ بنُ أبى شَيبَةَ، حدثنا يَحيَى بنُ آدَمَ، حدثنا ابنُ إدريسَ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، عن الزُّهرِىِّ، عن عُبَيدِ اللَّهِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عُتبَةَ، عن ابنِ عباسٍ -رضي الله عنهما-، أن رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عامَ الفَتحِ جاءَه العباسُ بنُ عبدِ المُطلِبِ بأَبِى سُفيانَ ابنِ حَربٍ فأَسلَمَ بمَرِّ الظَّهرانِ، فقالَ له العباسُ: يا رسولَ اللَّهِ، إنَّ أبا سُفيانَ رَجُلٌ يُحِبُّ هذا الفَخرَ، فلَو جَعَلتَ له شَيئًا. قال: "نَعَم، مَن دَخَلَ دارَ أبى سُفيانَ فهو آمِنٌ، ومَن أغلَقَ بابَه فهو آمِنٌ" (٣).


(١) المصنف في الدلائل ٥/ ٥٧، ٥٨.
(٢) المعرفة عقب (٥٤٦٠)، والأم ٧/ ٣٦١.
(٣) المصنف في المعرفة (٥٤٦١)، والدلائل ٥/ ٣١، وأبو داود (٣٠٢١). وأخرجه ابن أبى عاصم في الآحاد والمثانى (٤٨٦)، والطحاوى في شرح المعانى ٣/ ٣١٩ من طريق عبد الله بن إدريس به.=