كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب السير - باب فتح مكة حرسها الله تعالى - ج: 18 - ص: 388

ابنُ عُبادَةَ مَعَه الرَّايَةُ. فقالَ سَعدُ بن عُبادَةَ: يا أبا سُفيانَ، اليَومُ يَومُ المَلحَمَة، اليَومَ تُستَحَلُّ الكَعبَةُ. فقالَ أبو سُفيانَ: يا عباسُ، حَبَّذا يَومُ الذِّمارِ (١). ثُمَّ جاءَت كَتيبَةٌ، وهِيَ أقَلُّ الكَتائب، فيهِم رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأَصحابُه، ورايَةُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَعَ الزُّبَيرِ بنِ العَوَّام، فلَمّا مَرَّ رسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بأَبِي سُفيانَ قال: ألَم تَعلَمْ ما قال سَعدُ بن عُبادَةَ؟ قال: "ما قالَ؟ ". قال (٢): كَذا وكَذا. قال: "كَذَبَ سَعدٌ، ولَكِن هذا يَومٌ يُعَظِّمُ اللهُ فيه الكَعبَةَ، ويَومٌ تُكسَى فيه الكَعبَةُ". قال: وأَمَرَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن تُركَزَ رايَتُه بالحَجونِ. قال عُروَةُ: فأَخبَرَنِي نافِعُ بن جُبَيرِ بنِ مُطعِمٍ يقولُ (٣): سَمِعتُ العباسَ يقولُ لِلزُّبَيرِ بنِ العَوّامِ: يا أبا عبد الله، ههنا أمَرَكَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن تَركُزَ الرَّايَةَ؟ قال: فأَمَرَ رسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَومَئذٍ خالِدَ بنَ الوَليدِ أن يَدخُلَ مَكَّةَ مِن كَداءٍ (٤)، ودَخَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِن كُدًى (٥)، فقُتِلَ مِن خَيلِ خالِدِ بنِ الوَليدِ يَومَئذٍ رَجُلانِ؛ حُبَيشُ بنُ الأشعَرِ وكُرزُ بن جابِرٍ الفِهرِيُّ. أَخرَجَه البخاريُّ في "الصحيح" هَكَذا (٦).

---

(١) الذمار: أي الهلاك. فتح الباري ٨/ ٨.
(٢) كتب فوقه في الأصل: "كذا"، وفي س، ص ٨، م: "قال قال".
(٣) كتب فوقه في الأصل: "كذا"، وفي حاشيتها: "قال"، وفي س، م: "قال يقول".
(٤) في م: "كدى".
(٥) في حاشية الأصل: "يأتى بعده أنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من كداء بالمد والله أعلم"، وفي م: "كداء".
(٦) البخاري (٤٢٨٠)، ومن طريقه البغوي في شرح السنة (٢٦٦٢).