للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

على ذَلِكَ. قال عليٌّ: فبَعَثَنِي ومَعِي الزُّبَيرُ بن العَوّامِ وأبو مَرثَدٍ الغَنَوِيُّ، وكُلُّنا فارِسٌ، قال: "انطَلِقوا، فإِنَّكُم سَتَلقَونَها برَوضَةِ كَذا وكَذا، ففَتِّشوها، فإِنَّ مَعَها كِتابًا إلَى أهلِ مَكَّةَ مِن حاطِب". فانطلَقنا فوافَقناها فقُلنا: هاتِي الكِتابَ الَّذِي مَعَكِ إلَى أهلِ مَكَّةَ. فقالَت: ما مَعِيَ كِتابٌ. قال: قُلتُ: ما كَذَبتُ ولا كُذِبتُ، لَتُخرِجِنَّه أو لأُجَرِّدَنَكِ. فلَمّا عَرَفَتْ أنِّي فاعِلٌ أخرَجَتِ الكِتابَ، فأَخَذناه فانطَلَقنا به إلَى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، ففَتَحَه فقَرأه، فإِذا فيه: مِن حاطِبِ إلَى أهلِ مَكَّةَ أمّا بَعدُ، فإِنَّ محمدًا يُريدُكُم، فخُذوا حِذرَكُم. أو (١): تأهَّبوا. أَو كما قال، فلَمّا قرأَ الكِتابَ أرسَلَ إلَى حاطِبٍ فقالَ له:، "أكَتَبتَ هذا الكِتابَ؟ ". قال: نَعَم. قال: "فما حَمَلَكَ على ذَلِكَ؟ ". قال: يا رسولَ الله، أمَا واللهِ ما كَفَرتُ مُنذُ أسلَمتُ، وإِنِّي لِمُؤمِنٌ باللهِ ورسولِه، وما حَمَلَنِي على ما صَنَعتُ مِن كِتابِي إلَى أهلِ مَكَّةَ إلَّا أنَّه لَم يَكُنْ أحدٌ مِن أصحابِكَ إلا ولَه هُناكَ بمَكَّةَ مَن يَدفَعُ عن أهلِه ومالِه، ولَم يَكُنْ لِي هُناكَ أحَدٌ يَدفَعُ عن أهلِي وما لِي؛ فأَحبَبتُ أنْ أتَّخِذَ عِندَ القَومِ يَدًا، وإِنِّي لأعلَمُ أنَّ اللهَ سَيُظهِرُ رسولَه عَلَيهِم. قال: فصَدَّقَه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وقَبِلَ قَولَه. قال: فقامَ عُمَرُ بن الخطابِ فقالَ: يا رسولَ الله، دَعْني فأَضرِبَ عُنُقَه؛ فإِنَّه قَد خانَ اللهَ والمُؤمِنينَ. فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: يا عُمَرُ إنَّه مِن أهلِ بَدرٍ، وما يُدريكَ لَعَلَّ اللهَ اطَّلَعَ عَلَيهِم فقالَ: اعمَلوا ما شِئتُم، فقَد غَفَرتُ لَكُم" (٢). رَواه البخاري في "الصحيح" عن محمدِ بنِ عبد اللهِ بنِ حَوشبٍ عن هشيمٍ (٣)،


(١) في س، م: "و".
(٢) أخرجه أحمد (٨٢٧)، وأبو داود (٢٦٥١) من طريق حصين به.
(٣) البخاري (٣٠٨١).