كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب السير - باب: في فضل الجهاد في سبيل الله - ج: 18 - ص: 522

أبو مسلمٍ، حَدَّثَنَا عمرُو بن مَرزوقٍ، حَدَّثَنَا عبدُ الرَّحمَنِ بن عبد اللهِ بنِ دينارٍ، عن أبيه، عن أبي صالِح، عن أبي هريرةَ، عن النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "تَعِسَ عبدُ الدِّينارِ وعَبدُ الدِّرهَمِ وعَبدُ الخَميصَة، إن أُعطِيَ رَضِيَ وإِنَّ مُنِعَ سَخِطَ، تَعِسَ وانتَكَسَ، وإِذا شيكَ فلا انتَقَشَ (١)، طوبَى لِعَبدٍ آخِدٍ بعِنانِ فرَسِه في سَبيلِ الله، أشعَثَ رأسُه مُغبَرَّةٍ قَدَماه، إن كان في السِّياقَةِ (٢) كان في السِّياقَةِ (٢)، وإِن كان في الحِراسَةِ كان في الحِراسَةِ، إنِ استأذَنَ لَم يُؤذَنْ له، وإِن شَفِعَ لَم يُشَفَّعْ، طوبَى له، ثُمَّ طوبَى لَهُ" (٣). رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن عمرِو بنِ مَرزوقٍ (٤).

١٨٥٣٩ - أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ وأبو عبد اللهِ إسحاقُ بن محمدِ ابنِ يوسُفَ السُّوسِيُّ قالا: حَدَّثَنَا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، أخبرَنا العباسُ بن الوَليدِ بنِ مَزيَدٍ، أخبرَنِي أبي، حَدَّثَنِي الأوزاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحيَى بنُ أبي كَثيرٍ، حَدَّثَنِي أبو سلَمةَ بن عبد الرَّحمَن، حَدَّثَنِي عبدُ اللَّهِ بنُ سَلَامِ أن ناسًا مِن أصحابِ رسولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قالوا: لَو أرسَلْنا إلَى رسولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رسولًا يَسألُه عن أحَبِّ الأعمالِ إلَى اللهِ. قال: فلَم يَذهَبْ إلَيه أحَدٌ مِنَّا، وهِبْنا أن نَسأَلَه عن ذَلِكَ. قال: فدَعا رسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أولَئكَ النَّفَرَ رَجُلًا رَجُلًا حَتَّى جَمَعَهُم، ونَزَلَت فيهِم هذه السورَةُ: {سَبَّحَ للهِ} - (٥) قال عبدُ اللَّهِ بن سَلَامٍ: فقَرأها عَلَينا رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كُلِّها. قال أبو سلَمةَ: قَرأها

---

(١) قال الحربي: دعاه عليه ألا يقدر على نزع شوكته بالمنقاش. غريب الحديث للحربى ١/ ٣١٣.
(٢) في م: "الساقة". وضبب عليها في الأصل، وفي البخاري: "الساقة".
(٣) أخرجه ابن ماجة (٤١٣٦) من طريق محمد الله بن دينار به دون موضع الشاهد. وسيأتي في (٢١١٩٠، ٢١١٩١).
(٤) البخاري (٢٨٨٧).
(٥) يعني سورة الصف كما في الحديث التالي.