كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب السير - باب فضل من مات في سبيل الله - ج: 18 - ص: 544

قال: "أنتِ مِنَ الأوَّلينَ". فرَكِبَتْ أُمُّ حَرامٍ بنتُ مِلحانَ البحرَ في زَمَنِ مُعاويَةَ، فصُرِعَت عن دابَّتِها حينَ خَرَجَت مِنَ البحرِ فهَلَكَت (١). رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن يَحيَى بنِ يَحيَى، ورَواه البخاريُّ عن إسماعيلَ وغَيرِه عن مالكٍ (٢).

١٨٥٧٥ - أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو عبد اللهِ محمدُ بن عبد اللهِ الصَّفّارُ، حدثنا إسماعيلُ بن إسحاقَ القاضِي، حدثنا سُلَيمانُ بن حَربٍ، حدثنا (ح) قال: وأَخبَرَني أبو الوَليد، حدثنا أبو القاسِمِ البَغَوِيُّ، حدثنا خَلَفُ بن هِشامٍ قالا: حدثنا حَمّادُ بن زَيدٍ، حدثنا يَحيَى بن سعيدٍ، حدثنا محمدُ بن يَحيَى بنِ حَبّانَ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ قال: حَدَّثَتنِي أُمُّ حَرامٍ بنتُ مِلحانَ - رضي الله عنها - أن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال (٣) في بَيتِها يَومًا، ثُمَّ استَيقَظَ وهو يَضحَكُ، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ ما أضحَكَكَ؟ قال: "عُرِضَ عليّ قَومٌ مِن أُمَّتِي يَركَبونَ ظَهرَ هذا البحرِ كالمُلوكِ على الأسِرَّةِ". قُلتُ: ادعُ اللهَ أن يَجعَلَنِي مِنهُم. فدَعا لَها، ثُمَّ نامَ، ثُمَّ قامَ فقالَ مِثلَ ذَلِكَ، فقُلتُ: ادعُ اللهَ أن يَجعَلَني مِنهُم. قال: "أنتِ مِنَ الأوَّلينَ". فتَزَوَّجَها عُبادَةُ بن الصَّامِت، فغَزا بها في البحر، فلَمّا رَجَعوا قُرِّبَت لَها بَغلَةٌ لِتَركَبَها فصَرَعَتها فدَقَّت عُنُقَها فماتَت (٤). رَواه البخاريُّ في "الصحيح"

---

(١) المصنف في الدلائل ٦/ ٤٥٠، ٤٥١، ومالك ٢/ ٢٦٤، ومن طريقه أحمد (١٣٥٢٠)، وأبو داود (٢٤٩١)، والترمذي (١٦٤٥)، والنسائي (٣١٧١)، وابن حبان (٦٦٦٧).
(٢) مسلم (١٩١٢/ ١٦٠)، والبخارى (٢٧٨٨).
(٣) قال: أي نام وقت القيلولة. ينظر مشارق الأنوار ٢/ ١٩٧.
(٤) أخرجه أحمد (٢٧٣٧٨) عن سليمان بن حرب به. وأبو داود (٢٤٩٠)، والنسائي (٣١٧٢)، وابن =