للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وعَهدِه لَيلًا بماءٍ لَهُم يُقالُ له: الوَتيرُ (١) قَريبٍ مِن

مَكَّةَ، فقالَت قُرَيشٌ: ما يَعلَمُ بنا محمدٌ وهَذا اللَّيلُ، وما يَرانا أحَدٌ. فأَعانوهُم

عَلَيهِم بالكُراعِ والسِّلاحِ، فقاتَلوهُم مَعَهُم لِلضِّغنِ على رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، وإِنَّ

عمرَو بنَ سالِمٍ رَكِبَ إلَى رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عِندَما كان مِن أمرِ خُزاعَةَ وبَنِى بكرٍ

بالوَتيرِ حَتَّى قَدِمَ المَدينَةَ إلَى رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يُخبِرُه الخَبَرَ، وقَد قال أبياتَ

شِعرٍ، فلَقا قَدِمَ على رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أنشَدَه إيّاها.

اللهُمَّ إنِّى ناشِدٌ محمدا ... حِلفَ أبينا وأَبيه الأتلَدا

كُنّا والِدًا وكُنتَ ولَدا ... ثَمَّتَ أسلَمنا ولَم نَنزِعْ يَدا

فانصُرْ رسولَ اللهِ نَصرًا عَتَدَا ... وادعوا عِبادَ اللهِ يأتوا مَدَدَا

فيهِم رسولُ اللهِ قَد تَجَرَّدا ... إن سيمَ خَسفًا وجهُه تَرَبَّدا

فى فيلَقٍ (٢) كالبَحرِ يَجرِى مُزبِدا ... إنَّ قُرَيشًا أخلَفوكَ المَوعِدا

ونَقَضوا ميثاقَكَ المُؤَكَّدا ... وزَعَموا أنْ لَستُ أدعو أحَدا

فهُم أذَلُّ وأَقَلُّ عَدَدا ... قَد جَعَلوا لِى بكَداءٍ مَرصَدا

هُم بَيَّتونا بالوَتيرِ هُجَّدا ... فقَتَلونا رُكَّعًا وسُجَّدا

فقالَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "نُصِرتَ يا عمرَو بنَ سالِمٍ". فما بَرِحَ حَتَّى مَرَّت

عَنانَةٌ فى السَّماءِ، فقالَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ هذه السَّحابَةَ لَتَستَهِلُّ بنَصرِ بَنِى


(١) الوتير: موضع معروف جنوب غربى مكة على حدود الحرم، يبعد عن مكة (١٦) كيلًا، وهو من ديار خزاعة قديما وحاليا. المعالم الجغرافية ص ٣٣٨.
(٢) الفيلق: الكتيبة العظيمة. التاج ٢٦/ ٣١٣ (ف ل ق).