للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٨٩٩٣ - أخبرَنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا إسماعيلُ القاضِى، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ يونُسَ، حدثنا زُهَيرٌ، حدثنا أبو الزُّبَيرِ، عن جابِرٍ (ح) وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنِى أبو النَّضرِ الفَقيهُ، حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ نَصرٍ، حدثنا يَحيَى بنُ يَحيَى، أخبرَنا أبو خَيثَمَةَ، عن أبى الزُّبَيرِ، عن جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ -رضي الله عنه- قال: بَعَثَنا رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وأَمَّرَ عَلَينا أبا عُبَيدَةَ ابنَ الجَرّاحِ، نَتَلَقَّى عِيرًا لِقُرَيشٍ، وزَوَّدَنا جِرابًا مِن تَمرٍ لَم يَجِدْ لَنا غَيرَه، فكانَ أبو عُبَيدَةَ يُعطينا تَمرَةً تَمرَةً، فقُلنا: كَيفَ كُنتُم تَصنَعونَ بها؟ قال: نَمَصُّها كما يَمَصُّ الصَّبِىُّ، ثُمَّ نَشرَبُ عَلَيها مِنَ الماءِ، فيَكفينا يَومَنا إلَى اللَّيلِ، وكُنّا نَضرِبُ الخَبَطَ بعِصِيِّنا، ثُمَّ نبُلُّه بالماءِ فنأكُلُه، فأَصَبنا على ساحِلِ البحرِ مِثلَ الكَثيبِ الضَّخمِ دابَّةً تُدعَى العَنبَرَ، فقالَ أبو عُبَيدَةَ: مَيْتَةٌ. ثُمَّ قال: لا، بَل نَحنُ رُسُلُ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، وفِى سَبيلِ اللهِ، وقَدِ اضطُرِرتُم؛ فكُلوا. فأَكَلنا مِنه شَهرًا ونَحنُ ثَلاثُمِائَةٍ حَتَّى سَمِنّا، ولَقَد كُنّا نَغتَرِفُ مِن وَقْبِ (١) عَينِه بالقِلالِ الدُّهنَ، ونَقطَعُ مِنه الفِدَرَ (٢) كالثَّورِ، ولَقَد أخَذَ أبو عُبَيدَةَ مِنّا ثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فأَقامَهُم فى وَقْبِ عَينِه، وأَخَذَ ضِلَعًا مِن أضلاعِه فأَقامَها، ثُمَّ رَحَلَ أعظَمَ بَعيرٍ فمَرَّ تَحتَها، وتَزَوَّدنا مِن لَحمِه وشائقَ (٣)، فلَمّا قَدِمنا المَدينَةَ أتَينا


(١) الوقب: كالنقرة فى الشئ. غريب الحديث لابن الجوزى ٢/ ٤٧٨.
(٢) الفدر: جمع فِدْرة وهى القطعة. ينظر مشارق الأنوار ٢/ ١٤٨.
(٣) وشائق: أي: شرائح ميبسة كالقديد، وقيل: بل الذى أغلى إغلاءة ثم رفع. مشارق الأنوار ٢/ ٢٩٧.