كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الضحايا - باب: الذكاة بما أنهر الدم وفرى الأوداج والمذبح ولم يثرد، إلا الظفر والسن - ج: 19 - ص: 321

عَطاءُ بنُ يَسارٍ، عن أبي سعيدٍ الخُدرِىِّ، أن ناقَةً كانَت لِرَجُلٍ مِنَ الأنصارِ في قِبَلِ أُحُدٍ فعُرِضَ لَها فنَحَرَها بوَتِدٍ، فسألَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- عن أكلِها فأَمَرَه بأَكلِها. أخبرَناه أبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ القَطّانُ، أخبرَنا أبو سَهلِ ابنُ زيادٍ القَطّانُ، حدثنا محمدُ بنُ غالِبٍ، حدثنا سُلَيمانُ بنُ حَربٍ، حدثنا جَريرُ بنُ حازِمٍ. فذَكَرَه (١).

ورَواه حَبّانُ بنُ هِلالٍ عن جَريرِ بنِ حازِمٍ زادَ: فقُلتُ له: حَديدٌ؟ قال: لا، بَل خَشَبٌ. يَعنِي الوَتِدَ (٢).

١٩١٨٠ - أخبرَنا أبو عبدِ الرَّحمَنِ السُّلَمِيُّ، أخبرَنا أبو الحَسَنِ الكارِزِىُّ، أخبرَنا عليُّ بنُ عبدِ العَزيزِ، عن أبي عُبَيدٍ، حدثنا ابنُ عُلَيَّةَ، عن أيّوبَ، عن عِكرِمَةَ، عن ابنِ عباسٍ -رضي الله عنهما-، أنَّه سُئلَ عن الذَّبيحَةِ بالعُودِ فقالَ: كُلُّ ما أفرَى الأوداجَ غَيرَ مُثَرِّدٍ (٣). قال أبو عُبَيدٍ: قال أبو زيادٍ الكِلابِيُّ: التَّثريدُ أن تُذبَحَ الذَّبيحَةُ بشَئٍ لا حَدَّ له فلا يُنهِرَ الدَّمَ ولا يُسيلَه. قال أبو عُبَيدٍ: وقَولُه: ما أفرَى الأوداجَ. يَعنِي: ما شَقَّقَها وأَسالَ مِنها الدَّمَ، قال أبو عُبَيدٍ: وقَد تأوَّلَ بعضُ النّاسِ هذا الحديثَ أنَّ قَولَه: "كُلَّ " مِنَ الأكلِ، وهَذا خَطأٌ، ولَو أرادَ مِنَ الأكلِ لَوَقَعَ المَعنَى على الشَّفرَةِ؛ لأنَّ الشَّفرَةَ هِيَ التي تُفرِى، وإِنَّما مَعنَى الحديثِ: أن كُلَّ شئٍ أفرَى الأوداجَ مِن عودٍ أو حَجَرٍ بَعدَ أن يُفريَها فهو ذَكِيُّ (٤).

---

(١) أخرجه الطبراني في الأوسط (٢٤٥٦) من طريق سليمان بن حرب به.
(٢) أخرجه النسائي (٤٤١٤) من طريق حبان بن هلال به.
(٣) أبو عبيد في غريب الحديث ٢/ ٥٧، ٤/ ٢١٥. وأخرجه عبد الرزاق (٨٦٢٤) من طريق أيوب به.
(٤) غريب الحديث لأبي عبيد ٤/ ٢١٥، ٢١٦.