كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الضحايا - باب ما جاء في الفرع والعتيرة - ج: 19 - ص: 416

قال نُبَيشَةُ: نادَى رَجُلٌ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: إنّا كُنَّا نَعتِرُ عَتيرَةً في الجاهِليَّةِ في رَجَبٍ، فما تأمُرُنا؟ قال: "اذبَحوا للهِ في أيِّ شَهرٍ كان، وبَرُّوا للهِ وأَطعِموا". قال: إنّا كُنَّا نُفرِعُ فرَعًا في الجاهِليَّةِ، فما تأمُرُنا؟ قال: "في كُلِّ سائمَةٍ فرَعٌ؛ تَغذُوه ماشيَتُكَ حَتَّى إذا استَجمَلَ (١) ذَبَحتَه فتَصَدَّقتَ بلَحمِه". قال خالِدٌ: أحسِبُه قال: "على ابنِ السَّبيلِ، فإِنَّ ذَلِكَ خَيرٌ". قال خالِدٌ: قُلتُ لأبِى قِلابَةَ: كَمِ السَّائمَةُ؟ قال: مِائَةٌ. كَذا قالَ أبو قِلابَةَ (٢).

١٩٣٦٧ - وقَد أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ يَحيَى بنِ عبدِ الجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ ببَغدادَ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفَّارُ، حدثنا أحمدُ بنُ مَنصورٍ الرَّمادِيُّ، حدثنا عبدُ الرَّزّاقِ، أخبرَنا ابنُ جُرَيجٍ، عن ابنِ خُثَيمٍ، عن يوسُفَ بنِ ماهَكَ، عن حَفصَةَ بنتِ عبدِ الرَّحمَنِ، عن عائشةَ - رضي الله عنها - قالَت: أمَرَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بالفَرَعَةِ مِن كُلِّ خَمسينَ واحِدَةٌ (٣). كَذا في كِتابِي، وفِي رِوايَةِ حَجَّاجِ بنِ محمدٍ وغَيرِه عن ابنِ جُرَيجٍ: في كُلِّ خَمسٍ واحِدَةٌ (٤).

---

(١) استجمل: أي صار جملًا. ويروى: استحمل: أي قَوِى على الحمل وأطاقه. تاج العروس ٢٨/ ٢٣٢ (ج م ل)، والنهاية ١/ ٤٤٣.
(٢) المصنف في الصغرى (١٨٢٠)، وأبو داود (٢٨٣٠). وأخرجه النسائي (٤٢٤٠) من طريق بشر بن المفضل به. وأحمد (٢٠٧٢٣)، وابن ماجه (٣١٦٧) من طريق خالد الحذاء به. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (٢٤٥٤).
(٣) عبد الرزاق (٧٩٩٧). وأخرجه أبو يعلى (٤٥٠٩)، والطبراني في الأوسط (١٥٣٦) من طريق ابن خثيم به.
(٤) أخرجه الحاكم ٤/ ٢٣٥، ٢٣٦ من طريق حجاج بن محمد به، وصححه ووافقه الذهبي.