للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لَيلَةً أو أربَعًا وعِشرينَ لَيلَةً وأَيَّامَها، فإنَّ ذَلِكَ يُجزِئُكِ، وكَذَلِكَ فافعَلِى كُلَّ شَهرٍ كما تَحيضُ النِّساءُ وكما يَطهُرنَ ميقاتَ حَيضِهِنَّ وطُهرِهِنَّ، وإِن قَوِيتِ على أن تُؤَخِّرِى الظُّهرَ وتُعَجِّلِى العَصرَ فتَغتَسِلينَ فتَجمَعينَ بَينَ الصَّلاتَينِ الظُّهرِ والعَصرِ، وتُؤَخِّرينَ المَغرِبَ وتُعَجِّلينَ العِشاءَ ثم تَغتَسِلينَ وتَجمَعينَ بَينَ الصَّلاتَينِ فافعَلِى، وصومِى إن قَدَرتِ على ذَلِكَ". قال رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "وهَذا أعجَبُ الأمرَينِ إلَيَّ" (١).

١٦٢٥ - وأَخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِيُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا زُهَيرُ بنُ حَربٍ، حدثنا عبدُ المَلِكِ بنُ عمرٍو. فذكَره بإِسنادِه مِثلَه، إلا أنَّه زادَ عِندَ قَولِه: "أو أربَعًا وعِشرينَ لَيلَةً وأَيَّامَها": "وصومِى". وزادَ أيضًا: "وتَغتَسِلينَ مَعَ الفَجرِ فافعَلِى، وصومِى إن قَدَرتِ على ذَلِكَ" (٢). قالَ أبو داودَ: رواه عمرُو بنُ ثابِتٍ عن ابنِ عَقيلٍ قال: قالَت حَمنَةُ: فقُلتُ: هذا أعجَبُ الأمرَينِ إلَىَّ. لم يَجعَلْه كَلامَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وجَعَلَه كَلامَ حَمنَةَ.


(١) المصنف في الخلافيات (١٠١٣، ١٠١٤)، وفي الصغرى (١٦٩)، والمعرفة (٤٧٩) بالإسناد الأول، والحاكم ١/ ١٧٢، ١٧٣، وعنده بزيادة: "وصومى" بعد قوله: "وأيامها". وأخرجه أحمد (٢٧٤٧٤)، والترمذي (١٢٨) من طريق أبى عامر العقدى به، وقال: حسن صحيح. وأخرجه ابن ماجه (٦٢٧) من طريق عبد الله بن محمد به.
قلت: وقد ادعى بعضهم أن: "استنقأت" مهموزة شاذة، قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على الترمذي ١/ ٢٢٤: ليس شاذا، بل هو استعمال جائز ومسموع، إذ إن همز ما ليس بمهموز كثير في كلام العرب. . . وهذا الحرف "استنقأت" لم أره في شيء من روايات هذا الحديث مرويا بالياء إلا في رواية الدارقطني، وأما أبو داود والترمذي والحاكم فإنه مروى عندهم بالهمزة، وكذلك هو بالهمزة في نسخة مخطوطة صحيحة عيقة من التحقيق لابن الجوزى، رواه فيه بإسناده من طريق مسند أحمد بن حنبل، وكذلك في نسخة مخطوطة صحيحة قديمة من المنتقى للمجد ابن تيمية.
(٢) أبو داود (٢٨٧). وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (٢٦٧).