كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الضحايا - باب ما جاء فيمن مر بحائط إنسان أو ماشيته - ج: 19 - ص: 577

النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أتَى أحَدُكُم على راعٍ فليُنادِ: يا راعِىَ الإِبِلِ. ثَلاثًا، فإِن أجابَه وإِلَّا فليَحلُبْ وليَشرَبْ ولا يَحمِلَنَّ، وإِذا أتَى أحَدُكُم على حائطٍ فليُنادِ ثَلاثًا: يا صاحِبَ الحائطِ. فإِن أجابَه وإِلَّا فليأكُلْ ولا يَحمِلَنَّ" (١). تَفَرَّدَ به سعيدُ بنُ إياسٍ الجُرَيرِىُّ، وهو مِنَ الثِّقاتِ إلَّا أنَّه اختَلَطَ في آخِرِ عُمُرِه (٢)، وسَماعُ يَزيدَ بنِ هارونَ عنه بَعدَ اختِلاطِهِ. ورَواه أيضًا حَمّادُ بنُ سلمةَ عن الجُرَيرِىِّ ولَيسَ بالقَوِىِّ (٣).

١٩٦٨٨ - وقَد روِىَ عن أبي سعيدٍ الخُدرِىِّ، عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بخِلافِ ذَلِكَ. أخبرَناه أبو عبدِ الرَّحمَنِ السُّلَمِيُّ، أخبرَنا أبو الحَسَنِ الكارِزِىُّ، أخبرَنا عليُّ بنُ عبدِ العَزيزِ، عن أبي عُبَيدٍ، حدثنا شَريكٌ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ عُصْمٍ (٤) قال: سَمِعتُ أبا سعيدٍ الخُدرِىَّ يقولُ: "لا يَحِلُّ لأحَدٍ أن يَحُلَّ صِرارَ ناقَةٍ إلَّا بإِذنِ أهلِها، فإِنَّ خاتِمَ أهلِها عَلَيها". فقيلَ لِشَريكٍ: أرَفَعَه؟ قال: نَعَم (٥).

---

(١) المصنف في الصغرى (٣٩٨٢). وأخرجه أحمد (١١١٥٩)، وابن ماجه (٢٣٠٠)، وابن حبان (٥٢٨١) من طريق يزيد بن هارون به.
(٢) هو سعيد بن إياس أبو مسعود الجُرَيْرى. ينظر الكلام عليه في: التاريخ الكبير ٣/ ٤٥٦، والجرح والتعديل ٤/ ١، وتهذيب الكمال ١٠/ ٣٣٨. وقال ابن حجر في التقريب ١/ ٢٩١: ثقة، اختلط قبل موته بثلاث سنين.
(٣) قال الذهبي ٨/ ٣٩٦٠: هذا قلة إنصاف، حماد ثقة، ومع ذا فما تفرد بالحديث، فصح أن الجريرى رواه في صحته، وبانضمام هذا إلى ما قبله يصير سنة ثابتة. اهـ. وينظر التعليق المتقدم عقب (٤١٤٧). والحديث أخرجه أحمد (١١٠٤٥) من طريق حماد به.
(٤) في س، م، والسنن الصغرى، وغريب الحديث: "عاصم". وينظر التاريخ الكبير ٥/ ١٥٩، وتوضيح المشتبه ٦/ ٢٨٨.
(٥) المصنف في الصغرى (٣٩٨٨)، وأبو عبيد في غريب الحديث ٣/ ٢٦٣. وأخرجه أحمد (١١٤١٩)،=