كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الضحايا - باب ما يحل للمضطر من مال الغير - ج: 19 - ص: 583

إنِّي أُريدُ أن آكُلَ. قال: "فلا تَرمِ نَخلَهُم وكُلْ مِمّا في أُصولِها". قال: ومَسَحَ رأسَ الغُلامِ وقالَ: "اللَّهُمَّ أشبِعْ بَطنَه" (١). رَواه أبو داودَ في "السنن" عن أبي بكرٍ وعُثمانَ ابنَى أبى شَيبَةَ عن مُعتَمِرٍ بمَعناه (٢).

١٩٦٩٧ - أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بنُ محمدٍ المُقرِئُ، أنبأنا الحَسَنُ بنُ محمدِ بنِ إسحاقَ، حدثنا يوسُفُ بنُ يَعقوبَ القاضِي، حدثنا محمدُ بنُ أبى بكرٍ، حدثنا يَزيدُ بنُ زُرَيعٍ، حدثنا عبدُ الرَّحمَنِ بنُ إسحاقَ، عن أبيه، عن عُمَيرٍ مَولَى آبِى اللَّحمِ قال: أقبَلتُ مَعَ سادَتِى نُريدُ الهِجرَةَ، حَتَّى إذا دَنَونا مِنَ المَدينَةِ جَعَلونِى في ظَهرِهِم ودَخَلوا المَدينَةَ فأصابَتنِى مَجاعَةٌ شَديدَةٌ. قال: فمَرَّ بى بَعضُ مَن يَخرُجُ مِنَ المَدينَةِ فقالَ: إنَّكَ لَو دَخَلتَ المَدينَةَ فأصَبتَ مِن ثِمارِ حَوائطِها. فدَخَلتُ حائطًا مِن حَوائطِ المَدينَةِ فقَطَعتُ قِنوَيْنِ (٣)، فجاءَ صاحِبُه وهُما مَعِى، فذَهَبَ بى إلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فسألَنِى عن أمرِى فأخبَرتُه فقالَ: "أيُّهُما أفضَلُ؟ ". فأشَرتُ إلَى أحَدِهِما، فقالَ: "خُذْه". وأمَرَ صاحِبَ الحائطِ فأخَذَ الآخَرَ، وخَلَّى سَبيلِى (٤).

وهَذِه الأخبارُ إن ثَبَتَت كانَت دالَّةً مَعَ غَيرِها على جَوازِ الأكلِ مِن مالِ الغَيرِ عِندَ الضَّرورَةِ، ثُمَّ وُجوبُ البَدَلِ فمُستَفادٌ مِنَ الدَّلائلِ التي دَلَّت على

---

(١) أخرجه أحمد (٢٠٣٤٣)، وابن ماجه (٢٢٩٩)، وأبو يعلى (١٤٨٢) من طريق معتمر بن سليمان به.
(٢) أبو داود (٢٦٢٢). وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (٥٦٤).
(٣) القنو: العِذْق بما فيه من الرُّطَب. النهاية ٤/ ١١٦.
(٤) أخرجه أحمد (٢١٩٤٢)، والطبراني ١٧/ ٦٦ (١٢٧) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن أبيه عن عمه وأبى بكر بن زيد بن المهاجر عن عمير.