كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب النذور - باب من نذر أن ينحر بغيرها ليتصدق - ج: 20 - ص: 230

عبدُ اللهِ بنُ يَزيدَ بنِ مِقسَمٍ وهو ابنُ ضَبَّةَ، حَدَّثَتنِى عَمَّتِى سارَةُ بنتُ مِقسَمٍ، عن مَيمونَةَ بنتِ كَردَمٍ قالَت: رأيتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بمَكَّةَ وهو على ناقَةٍ له وأنا مَعَ أبى. فذَكَرَ الحديثَ. قالَت: فقالَ له أبى في ذَلِكَ المَقامِ: إنِّى نَذَرتُ أن أذبَحَ عِدَّةً مِنَ الغَنَمِ -قال: لا أعلمُ إلَّا قال: خَمسينَ شاةً على رأسِ بُوانَةَ- فقالَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "هَل عَلَيها مِن هذه الأوثانِ شَئٌ؟ ". قال: لا. قال: "فأوفِ للهِ ما نَذَرتَ له". قال: فجَمَعَها أبى، فجَعَلَ يَذبَحُها فانفَلَتَت مِنه شاةٌ فطَلَبَها وهو يقولُ: اللَّهُمَّ أوفِ عَنِّى نَذرِى. حَتَّى أخَذَها فذَبَحَها (١). رَواه أبو داودَ في "السنن" عن الحَسَنِ بنِ علىٍّ عن يَزيدَ وقالَ: إنِّى نَذَرتُ إن وُلِدَ لِى ولَدٌ ذَكَرٌ، أن أنحَرَ على رأسِ بُوانَةَ في [عَقَبَةٍ مِنَ الثَّنايا] (٢) عِدَّةً مِنَ الغَنَمِ (٣).

٢٠١٦٦ - أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ في "غرائب الشيوخ"، أنبأنا أحمدُ بنُ سَلمانَ الفقيهُ، حدثنا الحَسَنُ بنُ سَلَّامٍ السَّوّاقُ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ رَجاءٍ الغُدَانِىُّ، حدثنا المَسعودِىُّ، عن حَبيبِ بنِ أبى ثابِتٍ، عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ، عن ابنِ عباسٍ -رضي الله عنهما- قال: أتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فقالَ: إنِّى نَذَرتُ أن أذبَحَ بِبُوانَةَ. فقالَ: "فى قَلبِكَ مِنَ الجاهِليَّةِ شَئٌ؟ ". قال: لا. قال: "أوفِ بنَذرِكَ" (٤)

---

(١) أخرجه أحمد (٢٧٠٦٤)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٧٨٨٩) من طريق يزيد بن هارون به مطولًا.
(٢) العَقَبة: مرقى صعب من الجبال والطريق في أعلى الجبال. والثنية: طريق العقبة، وجمعه ثنايا.
عون المعبود ٣/ ٢٣٥.
(٣) أبو داود (٣٣١٤). وصححه الألباني في صحيح أبى داود (٢٨٣٥).
(٤) أخرجه ابن ماجه (٢١٣٠)، والبزار (٥٠٢٧)، والطبرانى (١٢٣٥٦) من طريق عبد الله بن رجاء به. وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (١٧٣٢).