إبراهيمُ بنُ محمدٍ، أنبأنا الحارِثُ بنُ عُمَيرٍ، عن أيّوبَ، عن أبي قِلابَةَ قال: إنَّما مَثَلُ القاضِي كَمَثَلِ رَجُلٍ يَسبَحُ في البحرِ، فكَم عَسَى يَسبَحُ حَتَّى يَغرَقَ؟ قال: وطُلِبَ أبو قِلابَةَ لِلقَضاءِ فهَرَبَ (١).
٢٠٢٥٨ - وأخبرَنا أبو الحُسَينِ، أنبأنا عبدُ اللهِ، حدثنا يَعقوبُ بنُ سُفيانَ، حَدَّثَنِي أحمدُ بنُ الخَليلِ، حدثنا الأخنَسِيُّ أحمدُ بنُ عِمرانَ، حَدَّثَنِي الحَسَنُ بنُ عمرٍو، عن أبي الصَّهباءِ التَّيمِيِّ قال: جِئتُ وإِذا مُحارِبُ بنُ دِثارٍ قائمٌ يُصَلِّي، فلَمّا رآنِي أخَفَّ الصَّلاةَ، ثُمَّ جاءَ فجَلَسَ في مَجلِسِ القَضاءِ، ثُمَّ بَعَثَ إلَيَّ: أمُخاصِمٌ أو مُسلِّمٌ أو حاجَةٌ؟ قال: قُلتُ: لا بَل مُسلِّمٌ. فذَهَبَ الرَّسولُ فأخبَرَه، ثُمَّ أتانِي فقالَ لِي: قُمْ. قال: فسَلَّمتُ عَلَيه فحَمِدَ اللهَ وأثنَى عَلَيه، ثُمَّ قال: اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنِّي لَم أجلِسْ لهذا المَجلِسِ الَّذِي ابتَلَيتَنِي به وقَدَّرتَه عليَّ إلَّا وأنا أكرَهُه وأُبغِضُه، فاكفِنِي شَرَّ عَواقِبِه. قال: ثُمَّ أخرَجَ خِرقَةً نَظيفَةً، فوَضَعَها على وجهِه، فلَم يَزَلْ يَبكِي حَتَّى قُمتُ. قال: فمَكَثَ ما شاءَ اللهُ، ثُمَّ ولِي بَعدَه ابنُ شُبرُمَةَ. قال: فجِئتُ، فإِذا هو قائمٌ يُصَلِّي، فلَمّا رآنِي أخَفَّ الصَّلاةَ، ثُمَّ بَعَثَ إلَيَّ: أمُخاصِمٌ أو مُسلِّمٌ أو حاجَةٌ؟ قال: قُلتُ: لا بَل مُسلمٌ. فذَهَبَ الرَّسولُ فأخبَرَه، ثُمَّ أتانِي فقالَ لِي: قُمْ. فقُمتُ فسَلَّمتُ عَلَيه وجَلَستُ إلَى جَنبِه فقالَ: حَدِّثْنِى حَديثَ أخِي مُحارِبِ بنِ دِثارٍ. فحَدَّثتُه الحديثَ فقالَ: اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنِّي لَم أجلِسْ هذا المَجلِسَ الَّذِي ابتَلَيتَنِي به
(١) يعقوب بن سفيان ٢/ ٦٥، ٦٦. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٨/ ٣٠٣ من طريق المصنف به.