للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

السَّلامُ بالغَنَمِ لِصاحِبِ الكَرْمِ. فقالَ سُلَيمانُ: غَيرَ هذا يا نَبِيَّ اللهِ. قال: وما ذاكَ؟ قال: تَدفَعُ الكَرْمَ إلَى صاحِبِ الغَنَمِ فيَقومُ عَلَيه حَتَّى يَعودَ كما كان، وتَدفَعُ الغَنَمَ إلَى صاحِبِ الكَرْمِ فيُصيبُ مِنها، حَتَّى إذا كان الكَرْمُ كما كان دَفَعتَ الكَرْمَ إلَى صاحِبِه، ودَفَعتَ الغَنَمَ إلَى صاحِبِها. قال اللهُ عَزَّ وجَلَّ: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} (١).

ورُوِّينا عن مَسروقٍ ومُجاهِدٍ مَعنَى هذا (٢).

وقَد رَدَّ اللهُ تَعالَى الحُكمَ في هذه الحادِثَةِ وأشباهِها إلَى ما حَكَمَ به رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- في ناقَةِ البَراءِ بنِ عازِبٍ، حينَ دَخَلَت حائطًا لِقَومٍ مِنَ الأنصارِ فأفسَدَت، فقَضَى أن حِفظَ الأموالِ على أهلِها بالنَّهارِ، وعَلَى أهلِ المَواشِي ما أفسَدَتِ المَواشِي باللَّيلِ (٣).

قال الشّافِعِيُّ: قال الحَسَنُ بن أبي الحَسَنِ: لَولا هذه الآيَةُ لَرأيتُ أن الحُكّامَ قَد هَلَكوا، ولَكِنَّ اللهَ حَمِدَ هذا بصَوابِه، وأثنَى على هذا باجتِهادِهِ (٤).

٢٠٣٩٢ - أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أنبأنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بن صالِحِ ابنِ هانِئٍ وأبو عبدِ اللهِ محمدُ بن عبدِ اللهِ بنِ دينارٍ قالا: حدثنا


(١) الحاكم ٢/ ٥٨٨. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٢/ ٢٣٤ من طريق المصنف به. وابن جرير في تفسيره ١٦/ ٣٢١، ٣٢٢ من طريق المحاربى به.
(٢) أثر مسروق أخرجه عبد الرزاق (١٨٤٣٣)، وابن أبي شيبة (٢٨٤٣٦)، وأثر مجاهد أخرجه ابن جرير في تفسيره ١٦/ ٣٢٣، ٣٢٤.
(٣) تقدم في (١٧٧٣٧ - ١٧٧٤٢).
(٤) أحكام القرآن ٢/ ١٢٢.