للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

توُفّيَت أُمُّ الوَلَدِ. قال: فاختَصَمَ في ميراثِها شُرَيحُ بن الحارِثِ وابنُ بنتِها إلَى شُرَيحٍ، فجَعَلَ شُرَيحُ بنُ الحارِثِ يقولُ لِشُرَيحٍ: إنَّه لَيسَ له ميراثٌ في كِتابِ الله، إنَّما هو ابنُ ابنتِها. فقَضى شُرَيحٌ بميراثِها لابنِ ابنتِها، وقالَ: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} [الأنقال: ٧٥]. فرَكِبَ مَيسَرَةُ بن يَزيدَ إلَى ابنِ الزُّبَيرِ فأخبَرَه بالَّذِي كان مِن شُرَيحٍ، فكَتَبَ ابنُ الزُّبَيرِ إلَى شُرَيِحٍ: إنَّ مَيسَرَةَ بنَ يَزيدَ ذَكَرَ لِي كَذا وكَذا، وإِنَّكَ قُلتَ عِندَ ذَلِكَ: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} وإنَّما كانَت تِلكَ الآيَةُ في شأنِ العُصبَة، كان الرَّجُلُ يُعاقِدُ الرَّجُلَ فيَقولُ: تَرِثُنى وأرِثُكَ. فلَمّا نَزَلَت تُرِكَ ذاك. قال: فجاءَ مَيسَرَةُ بن يَزيدَ بالكِتابِ إلَى شُرَيحٍ، فلَمّا قَرأه أبَى أن يَرُدَّ قَضاءَه، وقالَ: إنَّما أعتَقَها حيتانُ بَطنِها (١).

٢٠٤٠٥ - أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنِي أحمدُ بن سَهلٍ الفقيهُ، حدثنا إبراهيمُ بنُ مَعقِلٍ، حدثنا حَرمَلَةُ، حدثنا ابنُ وهبٍ، حَدَّثَنِي مالكٌ أن أبانَ بنَ عثمانَ حينَ ولِيَ المَدينَةَ في خِلافَةِ عبدِ المَلِكِ بنِ مَروانَ فأرادَ نَقْضَ (٢) ما كان عبدُ اللهِ بن الزُّبَيرِ قَضَى فيه، فكَتَبَ أبانُ بنُ عثمانَ في ذَلِكَ إلَى عبدِ المَلِكِ، فكَتَبَ إلَيه عبدُ المَلِكِ: إنّا لَم نَنقَمْ على ابنِ الزُّبَيرِ ما كان يَقضِي به، ولَكِن نَقَمنا عَلَيه ما كان أرادَ مِنَ الإمارَةِ؛ فإِذا جاءَكَ كِتابِي هذا


(١) الدارقطني ٤/ ١١٩. وفيه: خبيات بطنها. مكان: حيتان بطنها. وأخرجه الطحاوي في شرح المعاني ٤/ ٣٩٨، وابن جرير في تفسيره ١١/ ٣٠٢ من طريق ابن عون به.
(٢) في س، م: "أن ينقض".