للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الوَكْتِ (١)، ثُمَّ يَنامُ الرَّجُلُ نَومَةً فتُقبَضُ الأمانَةُ مِن قَلبِه، فيَبقَى أثَرُها مِثلَ أثَرِ المَجْلِ (٢)، كَجَمرٍ دَحرَجتَه على رِجلِكَ فنَفِطَ (٣) فترَاه مُنتَبِرًا (٤) ولَيسَ فيه شَيءٌ، فيُصبِحُ النّاسُ يَتَبايَعونَ ولا يَكادُ أحَدٌ يُؤَدِّي الأمانةَ (٥) حَتَّى يُقالَ: إنَّ في بَنِي فُلانٍ لرجُلًا أمينًا، وحَتَّى يُقالَ لِلرَّجُلِ: ما أجلَدَه وأظرَفَه وأعقَلَه! ولَيسَ في قَلبِه مِثقالُ حَبَّةِ خَردَلٍ مِن خَيرٍ". قال حُذَيفَةُ: ولَقَد أتَى عليَّ زَمانٌ وما أُبالِي أيَّكُم بايَعتُه، لَئن كان مُؤمِنًا لَيَرُدَّنَّ عليَّ دينُه، ولَئن كان يَهوديًّا أو نَصرانيًّا لَيَرُدَّنَّ عليّ ساعيهِ (٦)، فأمّا اليَومَ فما كُنتُ أُبايِعُ إلا فُلانًا وفُلانًا (٧). لَفظُ حَديثِ أبي صالِحٍ. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن محمدِ بنِ كَثيرٍ عن سُفيانَ، ورَواه مسلمٌ عن إسحاقَ بنِ إبراهيمَ (٨).

٢٠٤١٣ - حدثنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ الأصبَهانِيُّ، أنبأنا


(١) الوكت: أثر الشيء اليسير. غريب الحديث لأبي عبيد ٤/ ١١٨.
(٢) المجل: أثر العمل في الكف يعالج بها الإنسان الشيء حتى يغلظ جلدها. غريب الحديث لأبي عبيد ٤/ ١١٩.
(٣) نفط: تورم. مشارق الأنوار ٢/ ٢٠.
(٤) منتبرًا: مرتفعًا. إكمال المعلم ١/ ٢٩٦.
(٥) ليس في: الأصل، س، م.
(٦) ساعيه: رئيسه الذي يحكم لي عليه وينصفنى منه. وقيل: الساعى الوالى، وكل من ولى شيئًا على قوم فهو ساع عليهم، ومنه سمى ساعى الصدقات ساعيًا لأنه قد ولى ذلك الأمر. تفسير غريب ما في الصحيحين ١/ ٢١.
(٧) أخرجه ابن حبان (٦٧٦٢) من طريق إسحاق بن إبراهيم به. وأحمد (٢٣٢٥٥)، والترمذي (٢١٧٩)، وابن ماجه (٤٠٥٣) من طريق الأعمش به.
(٨) البخاري (٦٤٩٧، ٧٠٨٦)، ومسلم (١٤٣) عقب (٢٣٠).