للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مَسجِدَهُم فأُصَلِّيَ بهم (١)، ودِدتُ يا رسولَ اللهِ أنَّكَ تأتِي فتُصَلِّي في بَيتِي فأتَّخِذُه مُصَلًّى. قال: فقالَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "سأفعَلُ إن شاءَ اللهُ". قال عِتبانُ: فغَدا رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكرٍ حينَ ارتَفَعَ النَّهارُ، فاستأذَنَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فأَذِنتُ له، فلَم يَجلِسْ حَتَّى دَخَلَ البَيتَ، فقالَ لِي: "أينَ تُحِبُّ أن أُصَلِّيَ مِن بَيتِكَ؟ ". قال: فأشَرتُ إلَى ناحيَةٍ مِنَ البَيتِ، فقامَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فكَبَّرَ، فقُمْنا فصفَفنا، فصَلَّى رَكعَتَينِ ثُمَّ سَلَّمَ. قال: وحَبَسناه على خَزيرَةٍ صَنَعناها له. قال: فثابَ في البَيتِ رِجالٌ مِن أهلِ الدّارِ ذَو (٢) عَدَدٍ واجتَمَعوا، فقالَ قائلٌ مِنهُم: أينَ مالكُ بن الدُّخشُنِ؟ فقالَ بَعضُهُم: ذَلِكَ مُنافِقٌ لا يُحِبُّ اللهَ ورسولَه. قال: فقالَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لا تَقُلْ لي ذَلِكَ، ألا تَراه وقَد قال: لا إلَهَ إلا اللهُ. يُريدُ بذَلِكَ وجهَ اللهِ؟ ". قال: اللهُ ورسولُه أعلمُ. قال: فإِنّا نَرَى وجهَه ونَصيحَتَه إلَى المُنافِقينَ. قال: فقالَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ اللهَ قَد حَرَّمَ على النّارِ مَن قال: لا إلَهَ إلا اللهُ. يبتَغِي بذَلِكَ وجْهَ اللهِ". قال ابنُ شِهابٍ: ثُمَّ سألتُ الحُصَينَ بنَ محمدٍ الأنصارِيَّ -وهو أحَدُ بَنِي سالِمٍ، وكانَ مِن سَراتِهِم- عن حَديثِ مَحمودِ بنِ الرَّبيعِ، فصَدَّقَه بذَلِكَ (٣). رَواه البخاريُّ في "الصحيح"، عن يَحيَى بنِ بُكَيرٍ، وأخرَجَه مسلمٌ مِن أوجُهٍ أُخَرَ عن الزُّهرِيِّ (٤).


(١) في س، م: "لهم".
(٢) في س، م: "ذوو".
(٣) أخرجه ابن خزيمة (١٦٥٣) من طريق عقيل به. وتقدم في (٣٠٣٩، ٤٩٨٧، ٤٩٨٨، ٥٠٨٩، ٥١٨٠ - ٥١٨٢، ٥٢٢٤).
(٤) البخاري (٥٤٠١)، ومسلم (٣٣/ ٢٦٣).