كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الشهادات - باب بيان مكارم الأخلاق ومعاليها التى من كان متخلقا بها كان من أهل المروءة -التى هى شرط فى قبول الشهادة- على طريق الاختصار - ج: 21 - ص: 36

حدثنا سَعدانُ بنُ نَصرٍ، حدثنا سفيانُ، عن عمرِو بنِ دينارٍ، عن ابنِ أبى مُلَيكَةَ، عن يَعلَى بنِ مَمْلَكٍ، عن أُمِّ الدَّرداءِ، تَرويه عن أبى الدَّرداءِ، عن النَّبِىِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "مَن أُعطِىَ حَظَّه منَ الرِّفقِ فقَد أُعطِىَ حَظَّه مِنَ الخَيرِ، ومَن حُرِمَ حَظَّه مِنَ الرِّفقِ فقَد حُرِمَ حَظَّه مِنَ الخَيرِ". وقالَ: "أثقَلُ شَئٍ فى ميزانِ المُؤمِنِ خُلُقٌ حَسَنٌ، إنَّ اللَّهَ يُبغِضُ الفاحِشَ البَذِئَ" (١).

٢٠٨٣٦ - أخبرَنا أبو محمدِ ابنُ يوسُفَ الأصبَهانِىُّ، أنبأنا أبو سعيدِ ابنُ الأعرابِىِّ، حدثنا محمدُ بنُ عبدِ المَلِكِ الدَّقيقِىُّ، حدثنا يَزيدُ بنُ هارونَ، أنبأنا داودُ بنُ أبى هِندٍ، عن مَكحولٍ، عن أبى ثَعلَبَةَ الخُشَنِىِّ، أن رسولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إنَّ أحَبَّكُم إلَىَّ وأقرَبَكُم مِنِّى أحاسِنُكُم أخلاقًا، وإِنَّ أبغَضَكُم إلَىَّ وأبعَدَكُم مِنِّى مَساويكُم أخلاقًا؛ الثَّرثارونَ المُتَشَدِّقونَ المُتَفَيهِقونَ (٢) ".

٢٠٨٣٧ - وأخبرَنا أبو طاهِرٍ الفقيهُ، أنبأنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ إبراهيمَ الفَحَّامُ، حدثنا محمدُ بنُ يَحيَى، حدثنا أبو نُعَيمٍ، حدثنا البَراءُ بنُ عبدِ اللَّهِ القاصُّ، حَدَّثَنِى عبدُ اللَّهِ بنُ شَقيقٍ العُقَيلِىُّ، عن أبى هريرةَ -رضي اللَّه عنه- رَفَعَه إلَى

---

(١) المصنف فى الآداب (٢٠٦)، وفى الأسماء والصفات (١٠٥٠)، وسعدان فى جزئه (١٤٥). وأخرجه أحمد (٢٧٥٥٣)، والترمذى (٢٠٠٢، ٢٠١٣) من طريق سفيان بن عيينة به. وقال الترمذى فى الموضعين: حسن صحيح. وسقط من مطبوعة الترمذى فى الموضع الأول: سفيان بن عيينة، وينظر تحفة الأشراف (١١٠٠٢)، وتهذيب الكمال ٢٦/ ٦٣٩، والصحيحية (٨٧٦).
(٢) فى الأصل: "المتفيقهون". وفى حاشيته كالمثبت، وأصل الفهق الامتلاء، فمعنى المتفيهق الذى يتوسع فى كلامه ويفهق به فمه. غريب الحديث لأبى عبيد ١/ ١٠٦.
والحديث عند المصنف فى الشعب (٤٩٦٩). وأخرجه أحمد (١٧٧٣٢، ١٧٧٤٣)، وابن حبان (٤٨٢، ٥٥٥٧) من طريق داود بن أبى هند به. وقال الذهبى ٨/ ٤٢٠١: مكحول لم يدرك أبا ثعلبة.