كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الشهادات - باب: لا بأس باستماع الحداء ونشيد الأعراب، كثر أو قل - ج: 21 - ص: 155

الإسماعيلِىُّ، حدثنا أبو يَعلَى، حدثنا محمدُ بنُ عَبّادٍ، حدثنا حاتِمُ بنُ إسماعيلَ، عن يَزيدَ بنِ أبى عُبَيدٍ مَولَى سَلَمَةَ، عن سَلَمَةَ بنِ الأكوَعِ قال: خَرَجنا مَعَ رسولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إلَى خَيبَرَ. قال: فسِرْنا لَيلًا، فقالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ لِعامِرِ بنِ الأكوَعِ: ألا تُسمِعُنا مِن هُنَيهاتِكَ (١)؟ وكانَ عامِرٌ رَجُلًا شاعِرًا، فنَزَلَ يَحدو بالقَومِ يقولُ:

اللَّهُمَّ لَولا أنتَ ما اهتَدَينا ... ولا تَصَدَّقنا ولا صَلَّينا

فاغفِرْ فَدًى (٢) لَكَ ما اقتَفَينا ... وثَبِّتِ الأقدامَ إن لاقَينا

وألقيَن سَكينَةً عَلَينا ... إنّا إذا صيحَ بنا أبَينا (٣)

وبِالصّياحِ عَوَّلوا عَلَينا

فقالَ رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَن هذا السّائقُ؟ ". فقالوا: عامِرُ بنُ الأكوَعِ. قال: "يَرحَمُه اللَّهُ". وذَكَرَ الحديثَ (٤). رَواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن محمدِ بنِ عَبّادٍ (٥)، ورَواه البخارىُّ ومُسلِمٌ عن قُتَيبَةَ عن حاتِمٍ (٦).

قال الشّافِعِىُّ رَحِمَه اللَّهُ: وأمَرَ ابنَ رَواحَةَ فى سَفَرٍ فقالَ: "حَرِّكْ بالقَومِ".

---

(١) هنيهاتك: على قلب الياء هاء فى: هنيّاتك؛ أى كلماتك أو أراجيزك. النهاية ٥/ ٢٧٩.
(٢) فى م: "فداء". قال القرطبى: "بكسر الفاء والمد، وقد رواه بعضهم بفتح الفاء والمد، وحكى الفراء فَدًى مفتوحًا مقصورًا". المفهم ٣/ ٦٦٤.
(٣) فى م، وحاشية الأصل: "أتينا". وقال القرطبى: "أبينا من الإباء وأتينا من الإتيان، الروايتان صحيحتان". المفهم ٣/ ٦٦٤.
(٤) المصنف فى الدلائل ٤/ ٢٠٠، ٢٠١. وأخرجه أحمد (١٦٥١١) من طريق يزيد به.
(٥) مسلم (١٨٠٢/ ١٢٣).
(٦) البخارى (٤١٩٦، ٦١٤٨)، ومسلم (١٨٠٢/ ١٢٣).