كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الصلاة - باب القدر الذى كان بين أذان بلال وابن أم مكتوم، ورواية من قدم أذان ابن أم مكتوم على أذان بلال - ج: 3 - ص: 78

شُعبَةُ، حدَّثَنى خُبَيبُ بنُ عبدِ الرحمنِ قال: سَمِعتُ عَمَّتِى، وكانَت قَد حَجَّت مَعَ رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قالت: قال رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ بلالًا يُؤَذِّنُ بلَيلٍ، فكُلوا واشرَبوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابنُ أُمِّ مَكتومٍ". أو قال: "إنَّ ابنَ أُمِّ مَكتومٍ يُؤَذِّنُ بلَيلٍ، فكُلوا واشرَبوا حَتَّى يُؤَذِّنَ بلالٌ". قالت: وكانَ يَصعَدُ هذا ويَنزِلُ هذا، فكُنّا نَتَعَلَّقُ به فنَقولُ: كما أنتَ حَتَّى نَتَسَحَّرَ (١).

١٨١٦ - وأَخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ الفقيهُ قال: فإِن صَحَّ رِوايَةُ أبى عمرَ وغَيرِه، فقَد يَجوزُ أن يَكونَ بَينَ ابنِ أُمِّ مَكتومٍ وبَينَ بلالٍ نُوَبٌ، فكانَ بلالٌ إذا كانَت نَوبَتُه أذَّنَ بلَيلٍ، وكانَ ابنُ أُمِّ مَكتومٍ إذا كانَت نَوبَتُه أذَّنَ بلَيلٍ، وهَذا جائزٌ صَحيحٌ، وإِن لم يَصِحَّ فقَد صَحَّ خَبَرُ ابنِ عمرَ وابنِ مَسعودٍ وسَمُرَةَ وعائشَةَ أن بلالًا كان يُؤَذِّنُ بلَيلٍ (٢).

قال الشيخُ: وقَد رُوِى في حَديثِ عُروةَ عن عائشةَ تَقديمُ أذانِ ابنِ أُمِّ مَكتومٍ:

١٨١٧ - أخبرَناه أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبي عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ ابنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ الصَّغانِىُّ، حدثنا يَعقوبُ بنُ محمدِ بنِ عيسَى المَدَنِيُّ، حدثنا عبدُ العَزيزِ بنُ محمدٍ، حدثنا هِشامُ بنُ عُروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ قالت: قال رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ ابنَ أُمِّ مكتومٍ

---

(١) أخرجه الطبرانى في المعجم الكبير ٢٤/ ١٩١ (٤٨٠)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٧٥٦٣) من طريق إبراهيم بن عبد اللَّه به. وأحمد (٢٧٤٣٩) عن عفان، وابن خزيمة (٤٠٥) من طريق محمد بن جعفر كلاهما عن شعبة بنحوه على الشك.
(٢) صحيح ابن خزيمة عقب حديث (٤٠٨).