للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لا إلَهَ إلا اللَّهُ، والإِقامَةُ مِثلُ ذَلِكَ" (١). هَكَذا رواه.

وأَجمَعوا على أن الإِقامَةَ لَيسَت كالأذانِ في عَدَدِ الكَلِماتِ إذا كان بالتَّرجيعِ، فدَلَّ على أن المُرادَ به جِنسُ الكَلِماتِ، وأَنَّ تَفسيرَها وقَعَ مِن بَعضِ الرّواةِ. وقَد رَوَى هِشامُ بنُ أبى عبدِ اللَّه الدَّستُوائيُّ هذا الحديثَ عن عامِرٍ الأحوَلِ دونَ ذِكرِ الإِقامَةِ فيهِ. وذَلِكَ المِقدارُ أخرَجَه مُسلِمُ بنُ الحَجَّاجِ في "الصحيح" كما تَقَدَّمَ ذِكرُنا له (٢)، ولعلَّه تَرَكَ رِوايَةَ هَمَّامِ بنِ يَحيَى لِلشَّكِّ في سَندِ الإِقامَةِ المَذكورَةِ فيه، واللَّهُ أعلَمُ.

١٩٩٣ - أخبرَنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عَبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدِ اللَّهِ النَّرْسِىُّ، أخبرَنا رَوحُ بنُ عُبادَةَ قال: قال ابنُ جُرَيجٍ: أخبرَنِى عثمانُ بنُ السّائبِ، عن أُمِّ عبدِ المَلِكِ بنِ أبي مَحذورَةَ، عن أبي مَحذورَةَ قال: لما رَجَعَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِن حُنَينٍ خَرَجتُ عاشِرَ عَشرَةٍ مِن مَكَةَ أطلُبُهُم، فسَمِعتُهُم يُؤَذِّنونَ لِلصَّلاةِ، فقُمنا نُؤَذِّنُ نَستَهزِئُ بهِمُ فقامَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: "لَقَد سَمِعتُ في هَؤُلاءِ تأذينَ إنسانٍ حَسَنِ الصَّوتِ". فأَرسَلَ إلَينا فأَذَّنّا رجلًا رجلًا، فكُنتُ آخِرَهُم فقالَ حينَ أذَّنتُ: "تَعالَ". فأَجلَسَنِى بَينَ يَدَيه، فمَسَحَ على ناصيَتِى، وبارَكَ عَلَىَّ ثلاثَ مَرّاتٍ، ثم قال: "اذهَبْ فأَذِّنْ عِندَ البَيتِ الحَرامِ". قُلتُ: كَيفَ يا رسولَ اللَّهِ؟ فعَلَّمَنِى الأذانَ كما يُؤَذِّنونَ الآنَ بها: "اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أكبَرُ، أشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللَّهُ، أشهَدُ أن


(١) أخرجه الدارمي (١٢٣٢)، وأبو داود (٥٠٢)، وابن خزيمة (٣٧٧) من طريق سعيد بن عامر به.
(٢) مسلم (٣٧٩). وتقدم في (١٨٦٥).