للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وطَلَعَتِ الشَّمسُ أصبَحَت تِلكَ الخُطوطُ لِغَيرِ القِبلَةِ، فقَدِمنا مِن سَفَرِنا فأَتَينا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فسأَلناه عن ذَلِكَ، فسَكَتَ، وأَنزَلَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: ١١٥]. أي حَيثُ كُنتُم (١).

وكَذَلِكَ رواه الحسنُ بنُ علىِّ بنِ شَبيبٍ المَعمَرِيُّ وَمُحَمَّد بنُ محمدِ بنِ سليمانَ الباغَندِيُّ، عن أحمدَ بنِ عُبَيدِ اللَّهِ، ولا نَعلَمُ لِهَذا الحديث إسنادًا صَحيحًا قَويًّا؛ وذَلِكَ لأنَّ عاصِمَ بنَ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ عمرَ العُمَرِيَّ، ومُحَمَّدَ بنَ عُبَيدِ اللَّهِ العَرزَمِيَّ، ومُحَمَّدَ بنَ سالِمٍ الكوفِيَّ، كُلَّهُم ضُعَفاءُ (٢)، والطَّريقُ إلى عبدِ المَلِكِ العَرزَمِيِّ غَيرُ واضِحٍ؛ لِما فيه مِنَ الوِجادَةِ وغَيرِها، وفِي حَديثِه أيضًا نُزولُ الآيَةِ في ذَلِكَ. وصَحيحٌ عن عبدِ المَلِكِ بنِ أبي سليمانَ العَرزَمِىِّ، عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ عمرَ بنِ الخَطّابِ، أن الآيَةَ إنَّما نَزَلَت في التَّطَوُّعِ خاصَّةً حَيثُ تَوَجَّهَ بكَ بَعيرُكُ (٣). وقَد مَضى ذِكرُه (٤).

٢٢٧٧ - أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ، أخبرَنا أبو المُثَنَّى، حدثنا يَحيَى، عن عبدِ المَلِكِ بنِ أبي سليمانَ، حدثنا سَعيدُ


(١) أخرجه الدارقطني ١/ ٢٧١، وابن مردويه - كما في تفسير ابن كثير ١/ ٢٢٨ - من طريق الحسن بن علي بن شبيب به.
(٢) أما عاصم فهو عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي. ينظر الكلام عليه في: التاريخ الكبير ٦/ ٤٨٤، والضعفاء للعقيلى ٣/ ٣٣٣، والمجروحين ٢/ ١٢٧، ١٢٨، وتهذيب الكمال ١٣/ ٥٠٠، وميزان الاعتدال ٣/ ٣٥٣، وتهذيب التهذيب ٥/ ٤٦. وقال ابن حجر في التقريب ١/ ٣٨٤: ضعيف. وتقدمت مصادر العرزمى عقب (١٦٤٠)، ومحمد بن سالم في (٢٢٦٦).
(٣) أخرجه الدارقطني ١/ ٢٧١ من طريق عبد الملك به.
(٤) تقدم في (٢٢٣١).