للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المَقدِسِ مُوَلِّيًا عن البَيتِ الحَرامِ، وهو يُحِبُّ لَو قَضَى اللهُ له باستِقبالِ البَيتِ الحَرامِ، فأَنزَلَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ هَذِه الآيَةَ، إلى أن أنزَلَ اللَّهُ: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} (١) [البقرة: ١٤٤].

قال الشيخُ: ورُوِى عن ابنِ عباسٍ أنَّها نَزَلَت في قَولِهِم: {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا}.

٢٢٧٩ - أخبرَنا أبو زكريا ابنُ أبي إسحاقَ المُزَكِّى، حدثنا أبو الحسنِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عَبدوسٍ الطَّرائفِىُّ، حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدارِمىُّ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ صالِحٍ، عن مُعاويَةَ بنِ صالِحٍ، عن عليِّ بنِ أبي طَلحَةَ قال: قال ابنُ عباسٍ: إنَّ أوَّلَ ما نُسِخَ في القُرآنِ القِبلَةُ، وذَلِكَ أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمّا هاجَرَ إلى المَدينَةِ، وكانَ أكثَرَ أهلِها اليَهودُ، أمَرَه اللَّهُ أن يَستَقبِلَ بَيتَ المَقدِسِ، ففَرِحَتِ اليَهودُ، فاستَقبَلَها رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِضعَةَ عَشَرَ شَهرًا، وكانَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يحِبُّ قِبلَةَ إبراهيمَ عليه السَّلامُ، فكانَ يَدعو اللَّهَ ويَنظُرُ إلى السَّماءِ، فأَنزَلَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} إلى قَولِه: {فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: ١٤٤]. يَعنِى نَحوَه، فارتابَ مِن ذَلِكَ اليَهودُ، وقالوا: {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا}. فأَنزَلَ اللَّهُ تعالَى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}. {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ} (٢). قال ابنُ عباسٍ:


(١) أحكام القرآن للشافعي ١/ ٦٤.
(٢) أخرجه ابن جرير في تفسيره ٢/ ٤٥٠، ٦٢٣، ٦٥٨، وابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٢٤٨، ٢٥٣ (١٣٢٩، ١٣٥٥)، والنحاس في ناسخه ص ٧١ من طريق عبد اللَّه بن صالح به.