للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بالصُّحُفِ التِى جُمِعَ فيها القُرآنُ. فأَرسَلَت بها إِلَيه حَفصَةُ، فأَمَرَ عثمانُ زَيدَ بنَ ثابِتٍ، وسَعيدَ بنَ العاصِ، وعَبدَ اللَّهِ بنَ الزُّبَيرِ، وعَبدَ الرحمنِ بنَ الحارِثِ بنِ هِشامٍ، أَن يَنسَخوها في المَصاحِفِ، وقالَ لَهُم: إذا اختَلَفتُم أَنتُم وزَيدُ بنُ ثابِتٍ في [عَرَبيَّةٍ مِن عَرَبيَّةِ] (١) القُرآنِ فاكتُبوها بلِسانِ قُرَيشٍ، فإِنَّ القُرآنَ أُنزِلَ بلِسانِهِم. ففَعَلوا حَتَّى كُتِبَتِ المَصاحِفُ، ثم رَدَّ عثمانُ الصُّحُفَ إلى حَفصَةَ، وأَرسَلَ إلى كُلِّ جُندٍ مِن أَجنادِ المُسلِمينَ بمُصحَفٍ، وأَمَرَهُم أَن يُحَرِّقوا كُلَّ مُصحَفٍ يُخالِفُ المُصحَفَ الذي أُرسِلَ به، وذَلِكَ زَمانُ حُرِّقَتِ المَصاحِفُ (٢). لَفظُ حَديثِ شُعَيبِ بنِ أبي حَمزَةَ، وحَديثُ إِبراهيمَ بنِ سَعدٍ بمَعناه، إِلا أنَّه قالَ في رِوايَةِ أبى الوَليدِ (٣): الحارِثَ بنَ هِشامٍ. وقالَ في رِوايَةِ إِبراهيمَ بنِ حَمزَةَ: عبدَ الرحمنِ بنَ الحارِثِ. ولَم يَذكُرْ رَدَّ الصُحُفِ إلى حَفصَةَ في رِوايَةِ أبى الوَليدِ، وذَكَرَها في رِوايَةِ ابنِ حمزة، وقالَ في آخِرِه: فكَتَبوا الصُّحُفَ في المَصاحِفِ، فبَعَثَ إلى كُلِّ أُفُقٍ بمُصحَفٍ، وأَمَرَ بما سِوَى ذَلِكَ مِنَ القراءةِ (٤) في كُلِّ صَحيفَةٍ أَن تُمحَى أَو تُحرَقَ (٥). رواه البُخارِيُّ في "الصحيح" عن أبي اليَمانِ، وعَن موسَى بنِ إِسماعيلَ عن إِبراهيمَ بنِ سَعدٍ، وقالَ في الرِّوايَتَينِ جَميعًا: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ


(١) في س: "غريبة من غريبة".
(٢) المصنف في دلائل النبوة ٧/ ١٥٠، ١٥١. وأخرجه ابن حبان (٤٥٠٦) من طريق أبى الوليد به. والترمذي (٣١٠٤)، والنسائي في الكبرى (٧٩٨٨) من طريق إبراهيم به.
(٣) بعده في س، م: "بن".
(٤) في س: "القرآن".
(٥) أخرجه أحمد (٢١٦٤٠) مختصرًا، وابن أبي داود في المصاحف ص ١٩، ٢٠ من طريق شعيب به.