للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ووَضَعتُموها في السَّبعِ الطِّوَالِ، ما حَمَلَكُم على ذَلِكَ؟ فقالَ عثمانُ: إنَّ رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كان مِمّا يَنزِلُ عليه مِنَ السّوَرِ الَّتِي يُذكَرُ فيها كَذا وكَذا، فإِذا أُنزِلَت عليه الآياتُ يقولُ: "ضَعوا هَذِه الآياتِ في مَوضِعِ كَذا وكَذا". [وكانَ إذا أُنزِلَت] (١) عليه السّورَةُ يقولُ: "ضَعوا هَذِه في مَوضِعِ كَذا وكَذا". وكانَتِ "الأنفالُ" أوَّلَ ما أُنزِلَ عليه بالمَدينَةِ، وكانَت "بَراءَةُ" مِن آخِرِ القُرآنِ نُزولًا، وكانَت قِصَّتُها تُشبِه قِصَّتَها، فقُبِضَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ولَم يُبَيِّنْ أَمرَها، فظَنَنتُ أَنَّها مِنها؛ مِن أَجلِ ذَلِكَ قَرَنْتُ بَينَهُما، ولَم أَجعَلْ بَينَهُما سَطرًا فيه {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. ووَضَعتُها في السَّبعِ الطِّوَالِ (٢). ففِى هذا ما دَلَّ على أَنَّها إنَّما كُتِبَت في مَصاحِفِ الصَّحابَةِ مَعَ دِلالَةِ المُشاهَدَةِ.

وقَد رُوّينا عن ابنِ عباسٍ ما دَلَّ على أَنَّها إنَّها كُتِبَت في فواتِحِ السُّوَرِ لِنُزولِها، وعِندَ نُزولِها كان يُعلَمُ انقِضاءُ سورَةٍ وابتِداءُ أُخرَى.

٢٤١٢ - أخبرَنا أبو علىٍّ الرّوذْبارِىُّ في كِتابِ "السنن"، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حدَّثَنا أبو داودَ، حدَّثَنا قُتَيبَةُ بنُ سعيدٍ، وأَحمَدُ بنُ محمدٍ المَروَزِىُّ، وابنُ السَّرحِ قالوا: حدثنا سُفيانُ، عن عمرٍو، عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ.


(١) في م: "فإذا نزلت".
(٢) أخرجه أحمد (٣٩٩)، وأبو داود (٧٨٦)، والترمذي (٣٠٨٦)، والنسائي في الكبرى (٨٠٠٧) من طريق عوف به. وقال الشيخ أحمد شاكر: في إسناده نظر كثير، بل هو عندى ضعيف جدًّا، بل هو حديث لا أصل له، يدور إسناده في كل رواياته على يزيد الفارسى. . . وفيه تشكيك في معرفة سور القرآن الثابتة بالتواتر القطعى، قراءة وسماعًا وكتابة في المصاحف، ويه تشكيك في إثبات البسملة في أوائل السور، كأن عثمان كان يثبتها برأيه وينفيها برأيه، وحاشاه من ذلك. . . شرح المسند ١/ ٣٢٩، ٣٣٠.