للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقَد تابَعَ الجُلاحُ أبو كَثيرٍ (١) صَفوانَ بنَ سُلَيمٍ (٢) على رِوايَتِه عن سعيدِ بنِ سلمة.

٢ - أخبرَنا أبو عبدِ اللَّه الحافظُ، حدَّثَنا عليُّ بنُ حَمشاذَ العَدلُ، حدَّثَنا عُبَيدُ بنُ عبدِ الواحِدِ بنِ شَريكٍ، حدَّثَنا يَحيَى بنُ بُكَيرٍ، قال: حدَّثَني اللَّيثُ، عن يَزيدَ بنِ أبى حَبيبٍ، حدَّثَنا الجُلاحُ أبو كثيرٍ، أَنَّ ابنَ سلمةَ المَخزومِيَّ حدَّثه، أَنَّ المُغيرَةَ بنَ أبى بُردَةَ أخبرَه، أنَّه سمِع أبا هريرةَ يقولُ: كُنّا عندَ رسولِ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يَومًا فجاءَه صَيّادٌ فقال: يا رسولَ اللَّه، إنّا نَنطَلِقُ في البحرِ نُريدُ الصَّيدَ، فيَحمِلُ معه أَحَدُنا الإداوَةَ (٣) وهو يَرجو أَن يأخُذَ الصَّيدَ قَريبًا، فربما وجَدَه كَذَلِكَ، وربما لم يَجِدِ الصَّيدَ حَتَّى يَبلُغَ مِنَ البحرِ مَكانًا لم يَظُنَّ أَن يَبلُغَه، فلعلَّه يَحتَلِمُ أو يَتَوَضّاُ، فإِن اغتَسَلَ أَو تَوَضَّأ بهَذا الماءِ فلعل أَحَدَنا يُهلِكُه العَطَشُ، فهَل تَرَى في ماءِ البحرِ أَن نَغتَسِلَ به أَو نَتَوَضَّأ به إذا خِفنا ذَلِكَ؟ فزَعَمَ أَنَّ رسولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "اغتَسِلوا مِنه وتَوَضَّئوا به؛ فإِنه الطهورُ ماؤُه، الحِلُّ مَيتَتُه" (٤).

وقَد تابَعَ يَحيَى بنُ سعيدٍ الأنصارِيُّ ويَزيدُ بنُ محمدٍ القُرَشِيُّ سَعيدًا على


(١) الجلاح أبو كثير الأموى مولاهم المصري. تنظر ترجمته في: تهذيب الكمال ٥/ ١٧٨، وتهذيب التهذيب ٢/ ١٢٦.
(٢) صفوان بن سليم أبو عبد اللَّه المدني. ينظر الكلام عليه في: التاريخ الكبير ٤/ ٣٠٧، ٣٠٨، وثقات ابن حبان ٦/ ٤٦٨، وتهذيب الكمال ١٣/ ١٨٤.
(٣) الإداوة: إناء الوضوء. إكمال المعلم ٢/ ٤٧، وينظر مشارق الأنوار ١/ ٢٤.
(٤) الحاكم ١/ ١٤١. وقال: احتج مسلم بالجلاح أبي كثير. ووافقه الذهبى. وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير ٣/ ٤٧٨ من طريق الليث به.