كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الصلاة - باب من قال: يقرأ خلف الإمام فيما يجهر فيه بالقراءة بفاتحة الكتاب وفيما يسر فيه بفاتحة الكتاب فصاعدا - ج: 4 - ص: 40

يَقرأْ فيها بفاتِحَةِ الكِتابِ فهِىَ خِداجٌ غَيرُ تَمامٍ". قال: فقُلتُ: يا أبا هريرةَ، إِنِّى أَكونُ أَحيانًا خَلفَ الإمامِ فأَقرأُ خَلفَهُ؟ قال: فأَخَذَ ذِراعِى فقالَ: اقرأْ يا فارِسِىُّ بها فى نَفسِكَ، فإِنِّى سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يقولُ: "قالَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: قَسَمتُ الصَّلاةَ بَينِى وبَينَ عَبدِى نِصفَينِ؟ نِصفُها لِى، ونِصفُها لِعَبدِى، ولِعَبدِى ما سألَ". قال رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يقولُ العَبدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. يقولُ اللَّهُ: حَمِدَنِى عَبدِى. يقولُ العَبدُ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. يقولُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: أَثنَى عَلَىَّ عَبدِى. يقولُ العَبدُ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}. يقولُ اللَّهُ: مَجَّدَنِى عَبدِى. يَقولُ العَبدُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}. قال اللَّهُ: هذا بَينِى وبَينَ عَبدِى ولِعَبدِى ما سألَ". وفِى حَديثِ الوَليدِ بنِ كَثيرٍ: "وإِذا قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}. قال: مَجَّدَنِى عَبدِى، فهَذا لِى وما بَقِىَ لَه. يقولُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}.". ثم قرأَ حَتَّى بَلَغَ: {وَلَا الضَّالِّينَ} (١). أَخرَجَه مُسلِمٌ عن قُتَيبَةَ عن مالِكٍ (٢).

٢٩٦٩ - ورواه الحُمَيدِىُّ فى كِتابِ "الرد"، عن (٣) سُفيانَ، عن العَلاءِ بنِ عبدِ الرحمنِ، عن أَبيه، عن أبى هريرةَ أَنَّ رسولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "كُلُّ صَلاةٍ لا يُقرأُ فيها بفاتِحَةِ الكِتابِ فهِىَ خِداجٌ". قال: قُلتُ: يا أبا هريرةَ، إِنِّى أَسمَعُ قراءةَ الإمامِ. فقالَ: يا فارِسِىُّ - أَو يا ابنَ الفارِسِىِّ- اقرأْ بها فى نَفسِكَ. أخبرَناه أبو سعيدٍ الإِسفَرايينِىُّ، أخبرَنا أبو بَحرٍ البَربَهارِىُّ، حدَّثَنا بشرُ بنُ موسَى،

---

(١) المصنف فى القراءة خلف الإمام (٥٠، ٥٤). وتقدم فى (٢٤٠١).
(٢) مسلم (٣٩٥/ ٣٩).
(٣) فى س: "على".