كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الصلاة - باب الترغيب فى مكث المصلى فى مصلاه لإطالة ذكر الله تعالى فى نفسه، وكذلك الإمام إذا انحرف - ج: 4 - ص: 89

محمدُ بنُ يَحيَى بنِ عمرَ بنِ علىِّ بنِ حَربٍ الطّائىُّ قال: حدَّثَنا أبو جَدِّى علىُّ ابنُ حَربٍ، حدَّثَنا أبو داودَ هو الحَفَرِىُّ، عن سُفيانَ، عن سِماكِ بنِ حَربٍ، عن جابرِ بنِ سَمُرَةَ قال: كان النبىُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا صَلَّى يَعنِى الصُّبحَ جَلَسَ فى مُصَلَّاه حَتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ (١). رواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن أبى بكرِ ابنِ أبى شَيبَةَ عن وكيعٍ عن سُفيانَ، وزادَ فيه: حَتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ حَسَنًا (٢). ورواه أبو خَيثَمَةَ عن سِماكٍ وزادَ فيه: فإِذا طَلَعَت قامَ. ولَم يَقُلْ: حَسَنًا (٣).

٣٠٦٣ - أخبرَنا أبو الحسينِ علىُّ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللَّه بنِ بِشْرانَ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ عمرِو بنِ البَختَرِىِّ الرزَّازُ قراءةً عليه، حدَّثَنا محمدُ بنُ عبدِ المَلِكِ الدَّقيقِىُّ، حدثنا يَزيدُ بنُ هارونَ، أخبرَنا ورقاءُ، عن سُمَىٍّ، عن أبى صالِحٍ، عن أبى هريرةَ -رضي اللَّه عنه- قال: قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، ذَهَبَ أهلُ الدُّثورِ (٤) بالدَّرَجاتِ والنَّعيمِ المُقيمِ. قال: "كَيفَ ذَلِكَ؟ ". قال: صَلَّوا كما صَلَّينا، وجاهَدوا كما جاهَدنا، وأَنفَقوا مِن فُضولِ أموالِهِمِ، ولَيسَ لَنا مالٌ. فقالَ: "أفَلا أُخبِرُكُم بأمرٍ تُدرِكونَ مَن كان قَبلَكُم، وتَسبِقونَ مَن جاءَ بَعدَكُم، ولا يأتى أحَدٌ بمثلِ ما جِئتُم به، إلا مَن جاءَ بمثلِه؟ تُسَبِّحونَ فى دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ عَشرًا،

---

(١) المصنف فى الشعب (٢٩٥٩). وأخرجه أبو داود (٤٨٥٠)، وعبد اللَّه بن أحمد فى زوائد المسند (٢٠٩٤٨) من طريق أبى داود الحفرى به. وأحمد (٢٠٩٦٨)، ومسلم (٦٧٠/ ١٢٨٧) من طريق سفيان به. والترمذى (٥٨٥)، والنسائى (١٣٥٦)، وابن خزيمة (٧٥٧)، وابن حبان (٢٠٢٩) من طريق سماك به.
(٢) مسلم (٦٧٠/ ٢٨٧). وقوله: "حسنا". يعنى: طلوعا حسنا. مسلم بشرح النووى ٥/ ١٧١.
(٣) سيأتى فى (١٣٤٦٨).
(٤) الدثور: الأموال الكثيرة، مفردها: دَثْر. النهاية ٢/ ١٠٠.