كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الصلاة - باب: لا تفريط على من نام عن صلاة أو نسيها حتى ذهب وقتها، وعليه قضاؤها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك - ج: 4 - ص: 177

النبىِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ما ذَكرَنا، لَيسَ فيه "فوَقتُها إذا ذَكَرَها".

وفِى حَديثِ أبى قَتادَةَ وأَبِى هريرةَ وغَيرِهِما دِلالَةٌ على أنَّ وقتَ القَضاءِ لا يَتَضَيَّقُ، ولَو كان يَتَضَيَّقُ لأشبَهَ ألَّا يُؤَخِّرَها عن حالِ الانتِباهِ لِمَكانِ الشَّيطانِ، فقَد صَلَّى رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو يَخنُقُ الشَّيطانَ. قال الشافعىُّ رحِمه اللَّهُ: وخَنقُه الشَّيطانَ فى الصَّلاةِ أكبَرُ مِن وادٍ فيه شَيطانٌ (١).

٣٢٢٧ - أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أحمدُ بنُ جَعفَرٍ القَطيعِىُّ، حدَّثَنا عبدُ اللَّهِ بنُ أحمدَ بنِ حَنبَلٍ، حدَّثَنى أبى، حدَّثَنا محمدُ بنُ جَعفَرٍ، حدَّثَنا شُعبَةُ، عن محمدِ بنِ زيادٍ، عن أبى هريرةَ، عن النبىِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إنَّ عِفريتًا مِنَ الجِنِّ تَفَلّتَ عَلَىَّ البارِحَةَ ليقطَعَ عَلَىَّ الصَّلاةَ، فأمكنَنِى اللَّهُ مِنه فذَرعتُه (٢)، وأرَدتُ أن أربِطَه إلى جَنبِ ساريَة مِن سَوارِى المَسجِدِ حَتَّى تُصبِحوا فتَنظُروا إلَيه كُلُّكُم أجمَعونَ". قال: "فذَكَرتُ دَعوَةَ أخِى سليمانَ: رَبِّ هَبْ لِى مُلكًا لا يَنبَغِى لأحَدٍ مِن بَعدِى". قال: "فرَدَّه خاسِئًا" (٣). رواه البخارىُّ ومُسلِمٌ جَميعًا عن محمدِ بنِ بَشّارٍ عن محمدِ بنِ جَعفَرٍ (٤).

٣٢٢٨ - أخبرَنا أبو محمدٍ جَناحُ بنُ نَذيرِ بنِ جَناحٍ المُحارِبِىُّ بالكوفَةِ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ محمد بنُ علىِّ بنِ دُحَيمٍ، حدَّثَنا أحمدُ بنُ حازِمٍ، أخبرَنا

---

(١) الشافعى ١/ ٧٨.
(٢) فى س: "فدرعته". وذرعته: خنقته. تاج العروس ٢١/ ٦ (ذ ر ع).
(٣) أحمد (٧٩٦٩). وأخرجه النسائى فى الكبرى (١١٤٤٠) من طريق محمد بن جعفر به. وابن حبان (٦٤١٩) من طريق شعبة به.
(٤) البخارى (٣٤٢٣)، ومسلم عقب (٥٤١/ ٣٩).