للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فى ثَوبٍ واحِدٍ وهَذا إزارُكَ إلى جَنبِكَ؟ فقالَ: أرَدتُ أن يَدخُلَ عَلَىَّ الأحمَقُ مِثلُكَ فيَرانِى كَيفَ أصنَعُ فيَصنَعُ مِثلَه. فذكَر حَديثًا طَويلًا وفيه: قامَ رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، يَعنِى: يُصلِّى وكانَت عَلَىَّ بُردَةٌ ذَهَبتُ أُخالِفُ بَينَ طَرَفَيها، فلَم تَبلُغْ لِى، وكانَت لَها ذَباذِبُ (١) فنَكَّستُها، ثم خالَفتُ بَينَ طَرَفَيها، ثم تَواقَصتُ عَلَيها (٢)، فجِئتُ حَتَّى قُمتُ عن يَسارِ رسولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلَّم- فأَخَذَ بيَدِى فأَدارَنِى حَتَّى أقامَنِى عن يَمينِه، فجاءَ ابنُ صَخرٍ حَتَّى قامَ عن يَسارِه، فأَخَذَنا بيَدَيه جَميعًا فدَفَعَنا حَتَّى أقامَنا خَلفَه، فجَعَلَ رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَرمُقُنِى وأَنا لا أشعُرُ، ثم فطِنتُ به فقالَ هَكَذا، يَعنِى شُدَّ وسَطَكَ، فلَمّا فرَغَ رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يا جابِرُ". قُلتُ: لَبَّيكَ يا رسولَ اللَّهِ. قال: "إذا كان واسِعًا فخالِفْ بَينَ طَرَفَيه، وإِذا كان ضَيِّقًا فاشدُدْه على حَقوِكَ (٣) ". رواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن هارون بنِ مَعروفٍ وغَيرِهِ (٤).

٣٣٣٣ - أخبرَنا أبو زكريا ابنُ أبى إسحاقَ المُزَكِّى، حدَّثَنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدَّثَنا الرَّبيعُ بنُ سليمانَ، أخبرَنا الشافعىُّ، أخبرَنا سُفيانُ،


(١) فى النسخ: "ذباب". والمثبت كما فى المهذب ٢/ ٦٧٧، ومصادر التخريج. والذباذب: هى الأهداب والأطراف، واحدها ذبذب؛ بالكسر، سمِّيت بذلك لأنها تتحرك على لابسها إذا مشى. تاج العروس ٢/ ٤٢٦ (ذ ب ب).
(٢) تواقصت عليها: معناه أنه ثنى عنقه ليمسك الثوب به، كأنه يحكى خلقة الأوقص من الناس. معالم السنن ١/ ١٧٨.
(٣) فى م: "حقوتك".
والحديث أخرجه أبو داود (٦٣٤)، وابن حبان (٢١٩٧، ٢٢٦٥) من طريق حاتم بن إسماعيل به بنحوه.
(٤) مسلم (٣٠٠٨، ٣٠١٠).